الحروب الصليبية

الأربعاء، 26 يناير 2011

جبهة إنقاذ مصر: أيها الطاغية القابع في شرم الشيخ .. حان وقت الرحيل

بعد أن هربت الهانم زوجته ووريثه المنتظر وعائلته إلى بريطانيا، حيث يتمتعون بجنسيتها محملين بحقائب الغنائم والأموال التي سلبوها طوال العقود الماضية لتأمين وضع إمبراطوري للعائلة.. يستمر الطاغية القابع في شرم الشيخ في تحدي إرادة الشعب، بعد أن شاهد هو والعالم أجمع الجماهير الهادرة التي خرجت لتلعنه لا لتهتف بحياته كما خدعوه، حيث انطلقت انتفاضة الشعب المبارك تحاول لتقتلع النظام البائد الذي سينهار حتما في القريب العاجل، لأنه لا يرتكن إلى أي شرعية قانونية أو سياسية أو أخلاقية، وليس له رصيد في قلوب الشعب الذي اجتمع على خلعه والإطاحة بحكمه البائد. 
لا مكان بعد اليوم لنظام قائم على استعباد الشعب وتزوير إرادته ونهب مقدراته وثرواته وتجويع أهل هذا البلد الذين يأكلهم الفقر والبطالة وتردي الرعاية الصحية والتعليم والأخلاق وحوادث الطرق بسبب الفساد المستشري والضارب جذوره في كل مناحي النظام المترهل العجوز الكئيب الذي لا يعي السنن ولا يستمع لصوت الشعب .
25 يناير كان البداية لانتفاضة شعب مصر وستتحول لثورة حقيقية لإنقاذ مصر، وعلى الجميع الآن المسارعة بتحديد مواقفه من هذه الانتفاضة، ليكن معلوما من سينحاز للشعب ومن سينحاز للنظام البائد الذي سينهار قريبا بإذن الله إذا ما واصل صم أذنيه عن الاستماع لهتاف الجماهير التي خرجت تطالب بالتغيير، وإذا ما واصل الدفع بالبلاد لمنزلق خطير نتيجة هذه الحالة من الانسداد والقمع.
الشعب المصري الذي خرج في كل مكان قال كلمته وسيكررها، ونتوقع أن تتطور الانتفاضة في الأيام القادمة لتنزل الملايين إلى الشارع ولن تستطيع أي قوة أن تقف في وجهها، ولكن كل لحظة يتأخر فيها هذا النظام الغبي عن فهم رسالة الشعب يتعقد الموقف، فما حدث في 25 يناير هو بداية النهاية الحتمية لهذا النظام، والعالم كله بعدما رأى ما حدث بالأمس قد أدرك أن الطاغية في أيامه الأخيرة مهما كابر نظامه وإعلامه المتبجح الذي لا يختلف كثيرا عن إعلام الطاغية بن علي، الذي خرج صبيحة الجمعة التي سقط فيها طاغية تونس يهلل لمظاهرات التأييد للرئيس والرضي عن خطابه بينما كان الطاغية يفر ويهرب، ولكنه في اليوم التالي عدل بوصلته وسريعا وقال لقد انتصرت إرادة الشعب.. فهذا الإعلام نعلمه جيدا ونعلم المرتزقة الذين يديرونه لحساب الطاغية وليس لحساب الشعب.
الوضع الحالي خطير وإطالة أمد الأزمة لا يمكن توقع آثاره الوخيمة لا على الأداء الاقتصادي، أو البورصة أو الاستثمار، أو حتى التدفق السياحي لبلد يغلي شعبه والأوضاع فيه مؤهلة للانفجار.
الموقف الاقتصادي السيئ يزداد في التردي والانهيار بسبب المخاطر الائتمانية وانعدام الاستقرار السياسي، وكل ذلك بسبب وجود طاغية صنم فقد الإحساس بالزمان والمكان ويصر على أن يحكمنا مدى الحياة رغم تردي وضعه الصحي، بل ويريد أن يورثنا بعد أن نتركه يموت على كرسيه، ويتصور أنه يحكم شعبا من القطيع، يتركهم لعماله ووزرائه وعسسه وجلاديه وسجانيه، يسمونهم العذاب ويزورون إرادتهم بشكل بشع، ويمزقون أوصال دستورهم ونظامهم السياسي، وهو مستمتع على شواطئ شرم الشيخ يأنف حتى من أن يتنفس الهواء الذي يتنفسه الشعب في القاهرة.
وإذا كان الطاغية بن علي قد هرب من أيام فالطاغية مبارك قد هرب من قصر الحكم في مصر الجديدة منذ سنوات واختار أن يصطاد سمك ويستمتع بما تبقى من حياته في منتجع شرم الشيخ وهو ما لم يفعله رئيس قبله في التاريخ.

على الطاغية مبارك أن يقرأ سريعا رسالة الشعب، وأن يفهمها سريعا ولا ينتظر طويلا من الوقت الثمين ليأتي بعد ذلك ليقول "فهمتكم"
الشعب يريد التغيير .. الشعب يريد انتخابات رئاسية حرة وحقيقية وليست وفقا لمواد الدستور التي جرى العبث بها بالتزوير والاغتصاب.. الشعب لا يريد التمديد للطاغية ولا توريث الحكم لابنه المعجزة، الشعب يريد الحرية، ويريد حكومة إنقاذ وطني عاجلة تحاول علاج ما أفسده وزراء الطاغية على مدار السنين بعد أن طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد.
الجماهير بالأمس كانت تتلاعب بالمصفحات في الشوارع، ولو لكانت لديهم نوايا للعنف أو المواجهة لأحرقوها في مكانها، وإا نزلت الدبابات فجيش مصر الوطني لن يوجه آلاته الحربية التي هي ملك الشعب ومخصصة لحماية الشعب، لن يوجهها إلى صدور أبنائه وإخوانه وبني وطنه، فالجيش يعاني ورجال الشرطة أنفسهم يعانون، وهؤلاء الجنود الذين تستخدمونهم في الأمن المركزي وتحملونهم ما لا يطيقون من ساعات خدمة هم أبناء مصر الذين انتزعوا بالسخرة لحماية الطاغية، وسينفرط عقدهم إذا حدثت المواجهة مع الشعب.
لقد انتهى عصر الطغيان للأبد، وأي استخدام للعنف وإطلاق الرصاص في مواجهة الشعب الأعزل الذي خرج سلميا للتعبير عن رفض النظام، سيكون جريمة دولية ولن يفلت الطاغية مبارك وأركان حكمه من الملاحقة القانونية،  وعلى كل المؤسسات الوطنية المصرية السيادية الانحياز للشعب ولانتفاضته المباركة، لإنقاذ مصر من براثن الطاغية العجوز الذي يقول أنا ومن بعدي الطوفان، فمصر أكبر من الجميع، وشعبها هو من يجب له الولاء.
لايزال هناك فرصة لمبارك وهو على أعتاب الموت بعد أن بلغ من العمر عتيا، أن يسلم السلطة للشعب بشكل سلمي وفق قواعد دستورية حقيقية، وأن تجرى انتخابات غير مزورة ويعد لها جيدا من الآن، وأن يستمع لنداء الجماهير الهادر.
عيش .. حرية .. كرامة وطنية.
فليسقط الطاغية ولن تورث مصر
جبهة إنقاذ مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.