الحروب الصليبية

الأحد، 23 يناير 2011

لماذا يفشل الأذكياء

كان جون مدير قاعدة البيانات في شركة الخدمات المالية. كان يعمل بضمير حي وذكاء لامع، هو بارع في حل المشاكل الفنية والمراوغة عن أخرى. بعد سنتين ترفع جون، ومرة أخرى أكسبته براعته الفنية المزيد من الإعجاب.

عندما غادر نائب رئيس التقنية المعلوماتية الشركة في منتصف مرحلة تطوير نظام قاعدة البيانات، تطلع المدير الأعلى إلى ملء الوظيفة الشاغرة بأسرع وقت ممكن. كان جون هو أكثر المرشحين احتمالاً لشغل الوظيفة.
لقد ترقى جون إلى مستوى لا يمتلك معه الكفاءة اللازمة لإدارة العمل فيه، لأنه كان يتطلب كفاءة من نوع خاص، ليست تقنية ولا فنية؛ كان جون يفتقد القدرات الاجتماعية والشخصية تماماً، هو يتواصل مع الآخرين من خلال البريد الإلكتروني فقط، وغالباً بتعليقات مهذبة. كان سريعاً في إحباط الآخرين من الذين لا يرقون لمستواه كخبير فني. لم يكن يثق بأن أحداً يمتلك المعرفة التي يمتلكها هو، فبالرغم من طلبه المستمر للتقارير والتحليلات من موظفيه، إلا أنه نادراً ما كان يقضي معهم وقتاً في مناقشتها. إن القدرات العقلية العالية التي يتمتع بها جون لا تسمح له باستخدام مهارات الآخرين.

قصة جون ليست نادرة. فقد أفاد تقرير كتبه ستيفن روزن (دراسة مجددة للمهنة: أدوات للعلماء والمحترفين الفنيين)، لاحظ هذا التقرير أنه كلما كان المحترف الفني أكثر ذكاء، كلما كان أقل قدرة على التعامل العاطفي مع الأفراد. عمل التسويق المباشر يغص بالفنيين المحترفين الأذكياء جداً، ومع ذلك يبقى هناك عنصر مفقود نحتاجه للنجاح في سوق اليوم، فما هو يا ترى؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.