الحروب الصليبية

السبت، 26 فبراير 2011

ليبيا البتول أخيذة الغدر


    
( فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة)

شعب يُبادُ من عشرات السنين ( فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون )، من كان يعلم من أمتنا قبل اليوم من غير حكامها أن هذا الشعب يُغْتالُ من عشرات السنين بأسوأ أسلوب عرف في عالم الاغتيالات ، وأحكم سبب من أسباب الدمار ؟



هؤلاء الظالمون الذين عرفوا وخرصوا طاعة لبقايا " سايكس بيكو" الذي أَتْونَا به على آثره يهرعون؟

 هل أتاكم نبأ سجن أبو سليم وما كان به مما يتضاءل أمامه سجون "غوانتنمو"، و"أبو غريب" هل أتاكم نبأ الثلاثة ألف طالب الذين جمعوا في الإستاد في تسعينات القرن المنصرم ثم صب عليهم العذاب صبا حتى أبيدوا عن أخرهم .
هل أتاكم نبأ الألف الذين قتلوا من أفراد الشرطة وهم مقيدون خلف ظهورهم وقد ألقوا على وجوههم ثم ضرب عليهم بالنار التي هشمت جماجمهم وأراقت على ثرى طرابلس غالي دمائهم لأنهم رفضوا أن يشهروا السلاح في وجوه آليهم وذويهم وأقربائهم
هل أتاكم نبأ قانون تجريم الأحزاب الذي أهينت به ليبيا وأهين به شرف العرب في مشارق الأرض ومغاربها قانون " من تحزب خان" وبمقتضى قتل كل من اتهم بالانتماء إلى حزب أو جماعة – عدا اللجان الشعبية التي أعدت وجهزت لتنفيذ رغبات الزعيم الملعون في رعيته  في حلقات الإعدام كانت تنصب للرعية وينفذ فيها الإعدام عقب الهتاف الذي كان يرسل من حناجر نساء وبنات تلك اللجان " اقتل اقتل يا قذافي" فيتم القتل فورا والناس على موائد الإفطار من ليالي رمضان ينتظرون سماع صوت المؤذن – وقد رأينا هذا وسجلناه أثناء مقامنا بمكة المكرمة عام 88، 99 ، في يونيو عام 1996م طالب المعتقلون بسجن أبي سليم بتحسين ظروفهم بالسجن والسماح لأهلهم بالزيارة فأرسل إليهم العتل الزنيم سفاح ليبيا أرسل إليهم بأخيه في الإجرام – عبد الله سنوسي – وذلك يوم 29 يونيو يعدهم ويمنيهم ثم جمعهم جميعا في ساحة السجن فأبدهم جميعا ألف ومائتين سجين في ساعة واحدة ثم قام بدفنهم بمقابر جماعية وظل بعد ذلك ملازم داء الإنكار بصلف واستكبار حتى اضطرا  اضطرارا تحت ضغوط المطاردة غير العربية وغير الإسلامية له اضطرا للاعتراف بجريمته البشعة عام 2004 ثم عللها بلسان ابن الكلب – مع الاعتذار لكل كلب- نعني سيف الإجرام الذي أريد له أن يكون سيف الإسلام برر ذلك هذا المجرم ابن المجرم بأن هؤلاء المساجين ثاروا على سجانيهم وسلبوا منهم الأسلحة هل هناك نظام أو دولة عربية لم يعلم بتلك الجريمة وغيرها من جرائم الأخ العقيد القذافي الذي لايزال إلى الآن متمتعا بشرف أخوته لأعضاء مجلس الجامعة العربية ، هؤلاء الذين لم ينزع واحد منهم عنه شرف هذا النسب بإعلان التبرؤ منه  ، ولو فعلوا لكان اليوم في عداد المجرمين شرعا وقانونا ،
من فصم العروة الوثقى بعد عقدها غير هؤلاء ؟
ومن نقض الأيمان بعد توكيدها غير أصحاب السعادة والفخامة والسمو والأمراء ؟
ومن فرَّق الكلمة بعد توحيدها غير ثعالب السياسة الذين اتخذوا الكذب خلقا والمكر السيء لنا مركبا وسوء الظن فينا ملاذا لهم ومصيرا؟
إن هؤلاء وهؤلاء – الذين  فصموا العروة بعد توثيقها، ونقضوا الأيمان بعد توكيدها، وفرَّقوا الكلمة بعد توحيدها-، هم مسلمون من غير إيمان، وعرب من غير شرف، وأناسي من غير ضمير.   
وإن بقاء القذافي إلى الآن رئيسا لليبيا يسوم قومنا فيها سوء العذاب هو من صمت هؤلاء وهؤلاء على جرائمه من قبلٍ ومن بعد ، هؤلاء الذين هم إخوانه من ملوك وزعماء. وإننا منذ عصبة الأمم، إلى هيئة الأمم ، بهؤلاء وهؤلاء لا نَفِرُّ من حتف إلا إلى حتف، ولا ترحمنا الأنياب إلا بمخالبها !!!
    لذلك فإن جبهة علماء الأزهر الشريف  تهيب بحكام وملوك ورؤساء العرب أن يسارعوا من فورهم إلى غسل شرفهم من عار هذا المجرم الذي أعدَّ – وفق ما أرسل لنا - طائرتين من طائرات شركة "لوفتهانزا " الألمانية من حجم الإيرباص ، وقد شحنت بأثقال الذهب والبلاتين  واحتجز لتأمين هروبه أربعة وعشرين فنيا رهينة من موظفي تلك الشركة  إلى أن يصلوا به إلى " زامبيا" ، نقول إنه  ما لم يغسل زعماء العرب وحكوماتهم  أيديهم من شؤم نسب هذا الرعديد الآن إليهم اليوم  قبل الغد فهم جميعا بصمتهم عنه  له  في تلك الجرائم مشاركون، ولعمله مباركون، وقد قال صلى الله عليه وسلم " إذا رأت أمتي الظالم ولم تأخذ على يديه أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده" وإن في الصمت على عمل المجرمين إعانة على فعل الجرائم، وإن المعين على الغدر شريك الغادر، كما أن مُزيِّن الفجور شريك الفاجر. وكفى  في التعلل للصمت بالتواء الدساتير ،وجمود النصوص التي ابتدعوها  أمام واجب النجدة وحق الأخوة كفى بذلك كله تزيينا للفجور، فهم الذين صنعوها على أعينهم لهذه الغاية، ثم باركوا فاعليها وأغدقوا عليهم من خفايا الخزائن التي نهبت على غفلة من أصحاب الدار حتى  ( نسوا الله فنسيهم )  .  
عشرون ألف ليبي قتلهم القذافي قبل هذه الانتفاضة دمائهم جميعا في رقاب ملوك العرب ورؤسائهم الذين عرفوا وصمتوا ظنا منهم أن حقوق الإنسان تتجزأ، وأن حدود سيكس بيكو لها المشروعية التي تنسخ كل شرع حتى ولو كان شرع الله الذي قال (إنما المؤمنون إخوة ) .
إن الغفلة – إذا تعللتم بها- قد تكون أقبح من الإثم الصريح، فكيف تنام أمتنا بعد ذلك على تلك الخيانات التي كان من آثارها أن أذلَّت كبرياءنا، وأوردتنا المهالك، وجعلتنا أحاديث الأمم في أبواب الضياع والهوان مع أننا نحن الذين خُلِقْنا لنكون أعزة( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )   
        فلا تحسبن هندا لها الغدر وحدها         سجية نفس كل غانية هند
صدر عن جبهة علماء الأزهر فجر الجمعة 22 من ربيع الأول 1432هـ الموافق 25 فبراير 2011م










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.