الحروب الصليبية

الخميس، 24 مارس 2011

أسرار لم تنشر من قبل عن الحياة الخاصة فى قصر الرئيس


سبائك ذهبية وساعات ألماس وشنط دولارات مغلقة.. وأتوبيس من القذافي مجهز بغرفة نوم وحمام واتصالات بالقمر الصناعي  رجال الرئيس كانوا يجمعون النكت الخارجة ويكتبونها لتلقيها عليه سيدة مجتمع شهيرة
  1 هدايا الرؤساء والأمراء العرب لمبارك وعائلته   حاول القذافي أن ينقذ صديقه مبارك قبل أن يغرق.... لكنه فشل. لقد كان للإعلان عن ثروة الرئيس السابق وعائلته فضل كبير في أن تنجح الثورة المصرية،قد أثارت حالة من السخط لدي الجميع،وأصبح من يتعاطف مع مبارك ولو بقدر يسير ثائرا ومتذمرا،فكيف لرجل وعائلته أن يمتلك 70 مليار دولار.. وهو يدعي طوال الوقت أن يده نظيفة. قال القذافي مستنكرا أن يكون مبارك يمتلك كل هذه المليارات:مبارك لا يملك كل هذه الأموال،إنه كان يشحت من الدول العربية،وكنا نحن من نشتري له البدل التي يرتديها. لم يكن القذافي يكذب - ليس فيما يتعلق بالثروة وقدرها وتوزيعها ومصادرها - في أن مبارك كان يرتدي بدله من الرؤساء والأمراء والحكام العرب،فلم تكن الهدايا تنقطع عن قصر الرئاسة،وكان معظمها يأتي باسم الرئيس مبارك أو أحد أفراد عائلته شخصيا. ولأن القذافي كان من تصدي للأمر،فمنذ سنوات أرسل القذافي للرئيس مبارك هدية عبارة عن أتوبيس مجهز به غرفة أنتريه وغرفة إعاشة كاملة وحمام،كما كان مجهزا بغرفة اتصالات متصلة بالقمر الصناعي مباشرة،ورغم أن الهدية كانت ثمينة جدا وغالية جدا،إلا أنه لم يتم استخدامها علي الإطلاق،وبعد فترة تم إرساله إلي إدارة المركبات الموجودة في صلاح سالم،ويمكن أن يكون تحول إلي خردة الآن. السلطان قابوس وهو صديق مقرب من عائلة الرئيس مبارك،وقد حرص علي أن يكون قريبا من العائلة قدر الإمكان،ولذلك فقد اشتري ثلاثة قصور في شرم الشيخ،حتي يكون قريبا من مقر الرئيس مبارك الذي كان موجوداً بشكل شبه دائم هناك،هدايا قابوس للرئيس مبارك وعائلته كانت في الغالب عبارة عن سيارات فخمة،ويذكر بعض العاملين في قصور الرئاسة أنه منذ عدة شهور تلقت الرئاسة صندوقا مغلقا من السلطان قابوس عبارة عن متر في متر،ومكتوب عليه من الخارج:خاص لحرم الرئيس. الهدايا التي كان يتلقاها الرئيس مبارك وعائلته كانت عبارة عن ساعات ألماس وسبائك ذهبية،لكن الأهم من ذلك كله كانت شنط الدولارات المغلقة التي لم يكن أحد يعرف ما فيها ولا من أين تأتي.. لكن لم يكن يمر شهر علي قصور الرئاسة إلا وتستقبل هذه الشنط وأكثر من مرة. الهدايا لم تكن كلها ثمينة ولا غالية الثمن،فهناك بعض الرؤساء والأمراء الذين كانوا يحرصون علي أن تكون الهدايا بسيطة،ومنها مثلا صناديق البلح،ولم تكن هذه الصناديق مهمة للكبار في الرئاسة،حيث كان يتم توزيعها علي العاملين بالرئاسة،وكانت النكتة أن نصيب العامل في الرئاسة يصل إلي 7 بلحات لا أكثر. الرئيس اليمني علي سبيل المثال،وفي كل مرة كان يزور مصر،كان يأتي معه بحلوي لها طبيعة أقرب إلي الجيلي،كان العاملون في الرئاسة يطلقون عليها سد الحنك.. وكانت هذه الحلوي يتم توزيعها علي الفور علي العاملين في الرئاسة،وكان كل واحد منهم يحصل علي نصيبه في طبق. الهدايا التي كانت تصل إلي الرئيس مبارك وعائلته كانت كثيرة للدرجة التي خصص لها المسئولون في الرئاسة قصرا مهجورا لا يعيش فيه أحد إلي جوار بيت الرئيس،ولم يكن يدخل هذا القصر سوي أفراد معينين،كانوا وحدهم من يعرفون ما الذي يوجد في هذا القصر. الغريب أنه في 20 فبراير الماضي،أي بعد تنحي الرئيس مبارك بحوالي تسعة أيام فقط،دخلت سيارتان كبيرتان باتجاه القصر المهجور الذي توضع فيه الهدايا،وتم تحميلهما بمحتويات القصر.. وقد رأي بعض العاملين في القصر الجمهوري من بين ما رأوا شاشات بلازما كبيرة،تخرج من القصر إلي السيارات،لكن لا أحد يعرف علي وجه اليقين،هل توجهت السيارتان إلي شرم الشيخ حيث مقر الرئيس مبارك الآن،أم أنهما خرجتا إلي مكان آخر،ولحساب آخرين،كانوا يعرفون جيدا ما الذي يحتويه هذا القصر من هدايا. الأهم في قصة الهدايا التي كانت تصل إلي قصر الرئاسة،لم يكن جانب الرئيس مبارك وعائلته منها،بل هو جانب رجاله الكبار وعلي رأسهم بالطبع زكريا عزمي، الذي كان يتسلم بوصفه رئيس ديوان رئيس الجمهورية هدايا خاصة له من مسئول المراسم في أي وفد يزور الرئاسة ،ويكون مرافقا لرئيس أو أمير،وكانت الهدايا التي تصل إلي زكريا عزمي عبارة عن ساعات ذهبية وشنط جلد حريمي. ومن بين ما كان يتردد بين العاملين في الرئاسة أن مسئولا كبيرا في إدارة المراسم برئاسة الجمهورية،كان يعرف مسئولي المراسم في الوفود التي تزور الرئاسة،وبحكم أنه يكون معهم طوال فترة الزيارة،فإنه كان يطلب مباشرة من مسئولي المراسم أن يتركوا هدايا،بل كان يقول لهم بالحرف: «فين عرق الناس» وهي كلمة يعرفها المصريون جيدا،فهي في النهاية نوع من التسول والشحاتة الواضحة،وفي الغالب كان مسئولو المراسم يتركون حقائب فيها آلاف الدولارات. كان من المفروض أن توزع هذه الدولارات علي كل العاملين في القصر الجمهوري،لكنها لم تصل إليهم أبدا،حيث كان يستحوذ عليها الكبار،وليس بعيدا عن الأنظار أن مسئولا في رئاسة الجمهورية،دخله في العام 2000 فقط،وكان وقتها يسكن في المنيرة بالسيدة زينب،لكنه الآن - ولأنه يعرف كيف يحصل علي هدايا من زوار قصر الرئاسة - يسكن في شقة خلف النادي الأهلي بمدينة نصر،كما أنه يملك فيللا بمدينة الرحاب. عملية النهب المنظم للهدايا التي كنت تأتي للعاملين في رئاسة الجمهورية ،كانت تتم تبعا لقواعد صارمة،فالمسئولون الكبار لهم نصيب الأسد منها،فعلي سبيل المثال أحد مديري إدارة المركبات بالرئاسة،كان عندما تأتيه هدية عبارة عن شنطة دولارات،كان يجب أن يوزعها علي السائقين والعمال الذين يعملون معه في إدارته،لكنه كان يوزعها كالآتي: نصيب للواء رئيس الإدارة.. ثم نصيب لضباط الأمن.. ثم نصيب لضباط الشرطة،ثم يحتفظ بالباقي لنفسه،ولا يمنح السائقين شيئاً علي الإطلاق. ولعل أشهر هذه الوقائع علي الإطلاق،عندما نزلت الشيخة فاطمة زوجة الشيخ زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في قصر الرئاسة ضيفة علي الرئيس وقرينته لمدة عشرة أيام - كانت الشيخة فاطمة كثيرا ما تزور مصر لأنها كانت تحبها وتحب ناسها - وقبل أن تسافر الشيخة تركت ثلاث سيارات فاخرة جدا للرئيس وعائلته،وتركت حقيبة بها عشرة ملايين جنيه.. وقالت إنها لتوزع علي العاملين في الرئاسة جميعا. ظن العاملون في الرئاسة أن الخير سيعم علي الجميع،وأن العشرة ملايين جنيه يمكن أن تصل إليهم جميعا وبمبالغ هائلة،لكن كانت الصدمة عندما حصل أحد العاملين من الهدية علي خمسين جنيها فقط - الرقم صحيح بالطبع - حاول العامل أن يعترض،مجرد اعتراض.. سأل مدير إدارته عن نصيبه في الهدية،فليس معقولا أن يحصل علي خمسين جنيها فقط. لم يكن هناك جواب مقنع أو حتي غير مقنع بالطبع.. وجد العامل نفسه مطرودا خارج جنة الرئاسة،ومبعدا إلي العمل في محافظة القاهرة.. فلا أحد من حقه أن يتحدث في أمر الهدايا إلا الكبار فقط.. ملف الهدايا في رئاسة الجمهورية لا يمكن أن يكتمل إلا بسؤال واحد،وهو ما الذي كان يقدمه الرئيس مبارك وعائلته لمن يأتون لهم بهذه الهدايا من الرؤساء والأمراء العرب.. قد يكون مفهوما أن الوزراء ورجال الأعمال المصريين كانوا يقدمون هدايا غالية الثمن جدا للرئيس ولأفراد عائلته،وأنهم كانوا يحصلون مقابل ذلك علي تسهيل وأراض وتقريب من دائرة السلطة والنفوذ.. لكن ما الذي كان يحصل عليه الرؤساء والأمراء العرب وهداياهم في الغالب كانت تتعدي الملايين؟.. الإجابة ليست كاملة وملامحها ليست واضحة.. ولكن من يدري.. فقد يسعفنا انتظارنا للأسبوع القادم بإجابة واضحة...من يدري؟  2 جلسات النميمة والنكت الجنسية في حضرة الرئيس  يحكي الكاتب العربي الكبير جهاد الخازن في استعراض سريع لعلاقته بالرئيس السابق، أن مبارك خفيف الدم ككل المصريين، ولم تخل أي مقابلة جمعت بينهما من تعليق طريف أو أكثر، ورغم أن هيبة الرئيس كانت تغطي علي اللقاءات التي جمعت بينهما - كما يقول الخازن - إلا أنه لمس في مبارك حبا للنكتة. جهاد أشار إلي أن مبارك لم يكن فقط يستمع إلي النكتة ويستحسنها، لكنه كان يصنعها أيضا وبعفوية، يقول: "أذكرة مرة عشية المؤتمر الاقتصادي في الدوحة أن حاولت ترطيب الأجواء بين مصر وقطر، مع خلفية الاعتراضات المصرية المعروفة، وتطرق الحديث إلي وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر، وأنه يملك طائرة جامبو، وكنت أترك مكتب الرئيس عندما قال لي: قول للوزير "ذنبه علي جمبه"، ورويت النكتة بعد ذلك للشيخ حمد ولم يسعه إلا الإجاب بالتورية وانفجر ضاحكا". لم يشر أحد حتي الآن إلي مجالس مبارك الخاصة في قصوره واستراحاته، لكن هناك إشارات عابرة من بعض المقربين مما كان يحدث هناك، وهي إشارات تؤكد أن الرئيس كان يقضي ساعات طويلة في جلسات النميمة والسماع إلي النكت وتحديدا الجنسية منها، حيث كان يتجاوب معها بشكل كبير للغاية. وما بين ما جري أنه كان لا يستحسن طريقة إلقاء أصدقائه ورجاله للنكت الجنسية، فتوصل أحد كبار مساعديه إلي فكرة أن يأتي بمن تروي النكت الجنسية للرئيس، ووقع الاختيار بالفعل علي فتاة صغيرة - أصبحت حديث المجتمع بعد ذلك في قضية شهيرة كان طرفها شخصية سياسية مرموقة - وكان الأهم من النكت الجنسية التي تروي علي مسامع الرئيس، الطريقة التي تلقي بها.. فلم يكن الأمر يخلو من تأثيرات أنثوية مقصودة ومدبرة بإحكام. لم تكن الفتاة الفاتنة تستطيع أن تجمع النكت الجنسية من الشارع، لكن هذه المهمة قام بها مسئول في الرئاسة، حيث كلف بعض الأجهزة بجمع النكت الجنسية، وكان يكتبها بنفسه ويعطيها للفتاة الفاتنة لتحفظها، حتي تلقيها علي مسامع الرئيس بتلقائية تضفي عليها حالة من الحيوية. إن هناك جهات عديدة تقوم برصد النكت التي يلقيها المصريون في الشوارع وعلي المقاهي، ومن أهم الجهات الهيئة العامة للاستعلامات وإدارات في أمن الدولة وجهاز المخابرات، وهي تقارير تصل إلي الرئيس، لكن الرئيس الذي لم يكن يميل إلي القراءة، لم يكن يقبل علي قراءة تقارير النكت، فقد كان كل ما يفعله هو أن يقرأ تقريرا يوميا لا يتجاوز الصفحة الواحدة - التقرير كان يصل في معظم الأيام إلي نصف صفحة فقط - عن الأحداث اليومية الداخلية، وعليه فلم يكن منطقيا أن يهتم بأي تقارير أخري. كان مبارك يقبل علي النكتة التي تأتيه من رجاله، وقد أثبت اثنان من رجاله أنهما الأقدر علي أن يجمعا النكت الغريبة وأن يقوما بإلقائها بطريقة جذابة، وكان بينهما تنافس هائل في الاستحواذ علي إعجاب الرئيس، وقد تتعجب عندما تعرف أن هذين الرجلين هما أسامة الباز والسيد عمرو موسي.. كان لدي كل منهما قوة خارقة في حفظ النكت.. وكانت لكل منهما طريقة مبتكرة وجذابة في إلقاء النكت. لم تكن تخلو أي جلسة للرئيس منهما.. حتي صار كل منهما إلي طريق.. أسامة الباز تم ركنه بتأثير مجموعة الفكر الجديد في الحزب الوطني، وعمرو موسي بعد أن قررت الرئاسة أن تتخلص من أي شخصية سياسية لها كاريزما وتملك أن تجمع حولها المواطنين، في إطار المشروع الكبير للتوريث الذي بدأ من آواخر التسعينيات. وعندما كان مبارك في الحكم، كان يحرص علي أن يبدو رئيسا جادا.. كل من كتبوا عن الضحك والقفشات في حياته حاولوا أن يتحدثوا بجدية، صفوت الشريف قال عن ذلك كلاما ثقيل الظل، يقول: "الجانب المرح في حياة السيد الرئيس يتضح أثناء تعليقاته مع الإعلاميين في يوم عيدهم، له في هذا اليوم قفشات، وقفشاته في الموضوع المثار وليس بعيدا، وهو أحيانا يري مذيعا أو مذيعة أو يري عملا فنيا، ويعلق علي ما رآه حتي ولو كان قد مر عليه أكثر من ثلاثة أشهر، وقد تصل المدة إلي سنة، يذكر جيدا ما رآه أو سمعه، وتكون قفشاته لها معني ومغزي وهدف، روح المرح لا تفارقه في أثناء هذه الاجتماعات، فهو مع حسمه وشدته أحيانا في توجيهاته خصوصا في الاجتماعات المغلقة، إلا أنه يتمتع بروح مرحة، وضحكاته وقفشاته كما قلت في الصميم ولها هدفها ومغزاها".. كلام رسمي وساذج كان يجيده صفوت الشريف جيدا. ومن الجدية التي أشار إليها أنيس منصور مثلا أن مبارك كان يكتفي بالابتسام ولا يضحك بصوت عال، رغم أن هناك صوراً كثيرة لمبارك تجمعه برؤساء دول وهو يقهقه فيها حتي يكاد يسقط علي قفاه، لكن الأهم من ذلك كله أنه كانت هناك محاولة لنفي أن يكون للرئيس مبارك مضحك خاص به، يجلس معه ويسليه ويجمع له النكت. لقد كان الرئيس السادات صديقا لملك النكتة حمادة سلطان، وهناك تاريخ طويل بينهما سجله حمادة في حوارات منشورة، مبارك بدا وكأنه لم يقرب أحدا من نجوم الكوميديا منه، لكن المفاجأة التي يمكن أن تتكشف تفاصيلها بعد ذلك، أن الممثل الكوميدي - المريض الآن شافاه الله وعافاه - المنتصر بالله كان الصديق المقرب من الرئيس مبارك، بل يمكن أن نعتبره نديمه، وكان قادرا علي إضحاكه، ليس بالنكت التي كان يلقيها فقط، ولكن بطريقته الفريدة في الإلقاء.. ثم إنه كانت هناك سمة لمنتصر لم تكن عند كثيرين، وهي أنه كان يقوم بتأليف النكت، وهو ما كان يعجب الرئيس من سرعة بديهته. جلسات المنتصر بالله مع الرئيس مبارك يملك أسراره ومفاتيحه المنتصر وحده، الذي حاول كثيرا أن يخفي إعجاب مبارك الشخصي به، لكن حدث ما كشف عن مكانة المنتصر لدي الرئيس، ففي فترة مرضه الأخير الذي طال - نسأل الله له العافية فهو فنان جميل بالفعل - شكا أن كثيرا من أصدقائه في الفن لم يسألوا عنه، لكنه أشار إلي أن جمال مبارك سأل عليه واتصل به أكثر من مرة.. وكان الاتصال بتكليف مباشر من مبارك الذي افتقد صديقه وافتقد نكتة.  3 مغامرات محمد علاء مبارك مع الحرس الجمهوري  كانت وفاة محمد ابن علاء مبارك الأكبر الكارثة الكبري في حياة عائلة الرئيس، أو كأنها بداية اللعنة التي أصابتهم، فمن وقتها وخريف الأسرة بدأ ولم ينته. لقد منحت وفاة الحفيد للعائلة حالة من التعاطف الشعبي التي لم تحصل عليها من قبل، فقد كان الجميع يعرف مدي تعلق مبارك الأب بحفيده، حيث كان يقربه منه، ويقضي معه معظم أوقاته. محمد لم يكن طفلا شقيا، لكنه كان في النهاية حفيد رئيس، وقد عاش هذه الحالة كاملة، ومن بين الحكايات التي ترتبط باسمه، أن الرئيس كان قد بني بيتا للكلاب بالقرب من بيته، كانت أنواع الكلاب نادرة يأتيها نوع خاص من العلف من باريس، كان المسئول عنها يطعمها «زبادي وعسل أبيض ولبن» ولم تكن تشرب إلا مياهاً معدنية. هذه الكلاب ورغم أن الرئيس مبارك كان يعتز بها كثيرا، إلا أنه لم يتردد في تسريحها من القصر، بعد أن أصاب أحدها محمد إصابة بالغة أعلي عينه اليمني عندما كان يلعب بالكلاب، لكن ولأن مبارك لم يكن يستطيع أن يعيش دون الكلاب، فقد استبدلها بنوع آخر أمريكاني، كان يتوقف في نموه عند درجة معينة. محمد وفي إحدي مرات لعبه، كان يحمل مسدساً لعبة، وإذا به يصوبه ناحية  أحد رجال الحرس الجمهوري، الذي لم يبد اهتماما، فأسرع محمد إلي جده وقال له إنه ضرب الضابط بمسدسه لكنه لم يمت، فجاء به الرئيس، وقال له: عاوزني أديه مسدس حقيقي ولا إيه، محمد هيضربك تاني وتعمل نفسك مت، وبالفعل صوب محمد مسدسه مرة أخري تجاه الضابط الذي سقط علي الأرض ومثّل أنه مات وشبع موتاً.. هذا فقط من أجل ألا يغضب محمد.. مغامرة ثالثة لكن بطلها هذه المرة عصام الحضري أسد إفريقيا وأهم حارس مرمي في تاريخ الكرة المصرية حتي الآن، كان يأتيه تليفون من الرئاسة، يستدعيه علي الفور للقصر، يترك عصام التدريب والاستعداد للبطولات، ويتوجه مباشرة إلي القصر الجمهوري، ليجد أن المهمة التي سيقوم بها أن يقف حارس مرمي حتي يشوط عليه محمد علاء مبارك، ولأن عصام كان يعرف أن محمد لابد أن يفوز، فكان يترك الكرة تدخل في مرماه دون أدني مقاومة. ليس في هذه الحكايات أو المغامرات ما يدين الطفل الصغير، الذي رحمه الموت من أن يري بعينيه المصير الأسود الذي انتهت إليه عائلته، ولكنها كانت في رأس نظام اعتبر أن مصر ملكية خاصة له، لا أتحدث عن الأموال هذه المرة، بل أتحدث عن البشر.. الذين كان الرئيس يعتبرهم مجرد أدوات من أجل الترفيه عن حفيده الذي أحبه أكثر من أي شيء، وربما كانت وفاته عقابا للرجل الكبير، فقد حرم المصريين من أعز ما يملكون، فحرمه الله من أحب ما لديه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.