الحروب الصليبية

الخميس، 23 يونيو 2011

جعفر رجب / تحت الحزام / «ترضى اختك تلبس بكيني!»


ألا تكون عندك «أخت» فهذه مصيبة، كارثة ثقافية، لأنك عندها لن تستطيع ان تتحاور، او تناقش الانسان، فمن الأسس المنطقية لاي محاورة عربية، ان تكون عندك «أخت»، تدخل عبرها في حوار سياسي ثقافي مع الآخرين، الذين يفترض أيضاً ان عندهم «اخوات»!

من قبل خلق الديناصورات وإلى زمن اختراع الـ «آي باد»، الشيعي والسني يتناقشان، حول الصلاة على التربة، والمسح على القدمين، وعن انواع الزواج، وفي الزواج كل واحد منهما يعد أدواته وأدلته، وفي النهاية عندما يحتد النقاش، ينط السني ليقول للشيعي «ترضى اختك تتزوج متعة» فيرد عليه الشيعي بنفس الحدية «ترضى اختك تتزوج مسيار»... وعندها ينتهي الحوار، بلا غالب ولا مغلوب!
وفقا لهذا المنهج، انصح من يريد أن يتحاور الاستفادة من نظرية «اختك»، مثلاً:
إذا كنت تناقش حول الحجاب، واحتد النقاش حول وجوبه، وطريقته، ولونه، ونوعه، وفلسفته، وتاريخ الحجاب في المجتمعات الإسلامية، واكتشفت ان الطرف المقابل يمتلك من الأدلة أكثر منك، فقل له بتحد «يعني ترضى اختك يغازلونها في المجمعات ويلاحقونها بالأسواق»!
إذا كنت تتحدث عن الحريات، معترضا، ومقيدا لها، والطرف المقابل يضع نظرياته، ويستشهد بفولتير وربعه، فقل له بثقة وتحدٍ «يعني ترضى اختك تلبس بكيني وتتمشى على البحر»!
إذا كنت تتحاور مع رجل يؤمن بالمساواة بين البشر، وان الناس سواسية، ويريد ان يجعل حالك من حال بقية البشرية السود والحمر والصفر، فقل له بهدوء وبتحدٍ «يعني ترضى اختك تتزوج البنغالي»!
واذا كنت تناقش رجلا يؤمن بحق المرأة في المشاركة بالعملية السياسية، وان تكون نائبة برلمان، وتتحدث وتجالس الرجال، فأوقف الحديث، وقل له بتحدٍ «يعني ترضى اختك تبوس الرجال في الديوانية»!
وإذا كنت تناقش من يؤمنون بحق المرأة في قيادة سيارتها بالطرقات، فلا تطل الموضوع وقل له ببساطة «يعني ترضى اختك يخطفونها ويغتصبونها، ويصورونها، وينشرون صورها بالإنترنت»!
اذا سمعت من يشتم الرؤساء، والحكام، والانظمة العربية الشقيقة والصديقة والرفيقة والعزيزة... فلا تحاول ان تجادله، فقط اسأله بتحد «يعني ترضى اشتم اختك»!
اذا كنت مسؤولاً وتتناقش مع من يطالبك بتوفير فرص العمل، وتخفيض نسبة البطالة، فقل له بتحد وثقة «يعني ترضى اختك تشتغل رقاصة في كباريه»! 
هذا الاستدلال ليس نقلياً ولا عقليا ولا تجريبيا انه استدلال عن طريق «اختك»، ولو كان سقراط حيا لنط على محاوريه وهم يتحاورون عن مفهوم العدالة، واخرج سلاحه السري وقال لهم «ترضى اختك تبيع بطيخ عند اشارات المرور»!
ببساطة، قبل أي حوار، ليكن سؤالك الاول لمحاورك «هل عندك اختك»؟ إذا لم يكن عنده اخت، فلا تدخل في نقاش معه، وإذا أجبرت على الجدال فاستبدل عبارة «ترضى اختك» بـ «ترضى أمك»، وفقك الله لما فيه خير الأمة العربية!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.