بقلم : (المتوكل) أحمد يعقوب
هؤلاء الذين لا يستطيعون كتم حقدهم وكرههم للدعوة والدعاة يسلطون كل ما يملكون من كلمة وقلم ووسائل إعلام لحرب الإسلام ممثلا في الهجوم على المشايخ والرؤوس في محاولة رخيصة لشخصنة الأمور فهم لا يستطيعون
سب الإسلام صراحة ولا توجيه اتهاماتهم لشرع الله فيحاولوا إلصاق التهم كذبا وزورا في علماء أفاضل ومشايخ قد شهد لهم البعيد قبل القريب وغير المسلمين قبل المسلمين بفضلهم وعلمهم ( والفضل ما شهدت به الأعداء )، فمن عجائب الدهر ان يأتي قزم لا ذكر له ولا فضل وأن يحاول التسلق على أكتاف العلماء والأفاضل حتى يذكره الناس فهذ يذكرني بالرجل الذي بال في بئر زمزم فلعنه الناس فقال له أحدهم لما فعلت هذا؟ قال إني أحب أن أشتهر. قال : ولو باللعن؟ قال : ولو باللعن.فهذه المقالة لا تذكرني إلا بحلقات الحاقد على الإسلام القس زكريا بطرس ليس فقط في كونه كاذبا عمدا وبغير عمد (جهل) ومدلسا ولكن في كون كل كلمة تحتاج لرد لبيان مدى الكذب والجهل والتدليس فيها فبداية من عنوان المقالة ( أين اختفى إسلاميو ميدان التحرير) في محاولة فاشلة بإيهام القارئ بأن الوجه الذي رآه في ميدان التحرير غير الوجه الذى يراه الآن بادئا في أول محاولة تشويه للإسلاميين متهما إياهم بالتلون وأنهم منافقين ثم بدأ بأول كلمة في المقالة بالاتهام الصريح بالكذب والضلال والإضلال ثم حكم بنظرته الضيقة التي توافق قول القائل: من جهل شيئا عاداه . على الفترة السابقة للثورة بأنهم ظلاميون ومجهلون للمجتمع ثم أثناء الثورة لما خالط ورأى بنفسه لم يستطع إلا أن يجزم بأن هؤلاء أشخاص منفتحون وأنهم معتدلون لكن هذه النظرة تغيرت بعد الثورة لكن ليس لتغير موقف الاسلاميين من دينهم ووطنهم وإنما لأن موقفهم خالف هواه فاقول له أين الديمقراطية التي يدعيها؟ وأين الانتفاحية وقبول المخالف وأدب الخلاف وأين الرأي والرأي الأخر؟ أم هي شعارات تُستخدم فقط ضد المخالفين ؟ لكن إذا طلب أحد منه تطبيقها على نفسه تجده يتملص ويحاول الهروب باتهام المخالف له !!! ولم يكتفي بسب هؤلاء الأفاضل أمثال الشيخ الفاضل ياسر برهامي والشيخ حسان والشيخ يعقوب واتهامهم بالخيانة للمجتمع والعمالة لأمن الدولة وأنهم لم يقفوا يوما ليقولوا كلمة حق في وجه سلطان جائر أقول بينما أنا وأنت نلعب ونلهو ونمرح كانوا هم في غياهب السجون والمعتقلات يُعذبون من أجل كلمة الحق التي تتكلم عنها أنت الآن وأنك لو عاشرتهم وعرفتهم لعلمت أن هؤلاء لا ينطقون بكلمة إلا عن ديانة لله وأنهم لا يخافون في الله لومة لائم وأنهم قد أفنوا أعمارهم في سبيل الله كي تصل معلومة صحيحة عن دين الله لمن هو مثلي ومثلك نحسبهم كذلك والله حسيبهم بل ما لا تعرفه أن حادثة كنيسة الإسكندرية كان الهدف وراءها استئصال شأفة السلفيين ولا أدل على ذلك من الأخ الفاضل سيد بلال الذي قتل على يد أمن الدولة بسبب هذه الحادثة الملفقة وقد فضح الله أمر من وراءها بل كما ذكر أحد الفضلاء من خلال معلومات متسربة من بعض المحترمين في الاجهزة العليا للدولة أنه الآن ـ وكان هذا قبل الثورة وبعد حادث الاسكندرية ـ أكثر من ألف وخمسمائة شخص يخططون للقضاء على السلفية . وقد ذكر الشيخ محمد اسماعيل المقدم أنه بعد حادثة الكنيسة قيل لهم من أمن الدولة مباشرة بعد أسبوعين لن تجدوا سلفيا يسير في الشارع بل إن مشايخ الدعوة أشاروا أكثر من مرة اشارة فهمها الاخوة أن الموقف العام للجماعة كجماعة هو عدم المشاركة في المظاهرات كموقف عام ويسع الفرد ما لا يسع الجماعة بل جاءت النصائح للأفراد بعدم التجمع في مكان واحد لما وصل الى المشايخ بالتهديد بابادة الاخوة اذا تجمعوا او كان لهم كيان في الثورة ولعل ما حدث هو انتقام الله لهؤلاء الأفاضل الذين تعذبوا واعتقلوا ودفعوا الثمن غاليا عبر عصور الثلاثة المأفونين ابتداء بعبد الناصر ومرورا بالسادات وانتهاء بحسني مبارك فأتعجب لكل شاب يضع في شعره (شوية جيل) يأتي الآن ويقول أنا صاحب الثورة وانا من شباب الثورة وليس لأحد غيري قول ولا فصل في مستقبل مصر ويخرج علينا رويبضة كما أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سالوه من الرويبضة؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة. فما أكثرهم اليوم من يتحمل في رقبته فتاوى تضيع البلاد والعباد بحجة انه لا يتكلم في الدين وإنما في السياسة وأنه ليبرالي أو علماني أو نصراني ثم برر اتهامه لهؤلاء الأفاضل بعذر أقبح من ذنب حيث اتهم دون أن يشعر معظم المصريين بالسذاجة والجهل والسطحية في التفكير وأنهم بسطاء يستغلهم شيوخ النفاق ثم سرد كذبا بزيادة وبتر من كلام الشيوخ بأنهم قالوا : ( نعم ) لأن ( لا ) تهدم الاقتصاد وتذهب بالأمن ولم يقل بهذا الشكل وإنما ما قالوه إن ( لا ) تطيل فترة عدم الاستقرار وهذا لا يجادل فيه أحد حتى الذين يقولون (لا ) أنفسهم، فهم لا يرونها مشكلة أن تطول فترة بقاء الجيش في الشوارع في مقابل أن يستفيدوا هم ببعض الوقت ـ الذي لن يؤثر غالبا ـ في تقوية وترويج أحزابهم فهم ينظرون لمصالحهم الشخصية مقابل مصلحة الوطن محتجين تارة بأن هذا دستور مبارك وتارة بأن من يقول ( نعم ) فقد نسى دم الشهداء !! أليست هذه حملة كاذبة لترويج القول ( بلا ) لكن سياسة الكيل بمكيالين من وافق هواه فهو العاقل الذي لديه النضوج والوعي سياسي أما من يخالفه يُخاطب بخطاب الاستعلاء والتكبر والتجهيل منافيا لما يدعيه من ديموقراطية وقبول الآخر. ونسى ـ إن أحسنا الظن وتناسى إن أسأنا الظن ـ هذه الفيديوهات التي ملأت المواقع المسيحية بالحث والتحريض على قول ( لا ) لأن القول ( بنعم ) سيأتي بدولة إسلامية والآن بعد الهزيمة المنكرة قالوا بأن الكنيسة كانت رد فعل مع أن الواقع هو العكس تماما ونسى أو تناسى الاعلانات في الجرائد والتي تكلفت ربع مليون جنيه مدفوعة من رجل الاعمال التابع للكنيسة بالتحريض على القول بلا ووضع فيها صور الشخصيات العامة كأمثال البرادعي وعمرو موسى وبعض الممثلين بالقول ( لا ) ثم نسى او تناسى رسائل الموبايل والتي تحث على( لا ) أيضا من شركة الاتصالات التابعة لنفس الرجل صاحب الإعلان السابق ونسى أيضا قناة نفس الرجل التي روجت طيلة أيام عديدة لحملة ( لا ) واستخدام الدين كفزاعة شأنها شأن غيرها من قنوات وبرامج هؤلاء الليبراليين والعلمانيين والنصارى . لكن كما يقول الشاعر
حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس
ثم يقول لسنا بصدد تحليل لماذا ( لا ) أو لماذا ( نعم ) الآن، انتهي الأمر، طبعا لأن كل شبهات القائلين ( لا ) قد فندها ورد عليها الأكاديميون المختصون من الدستوريين والقانونيين والسياسيين حتى أن بعض القائلين ( لا ) من المنصفين قد غيروا رأيهم لما عرفوا ماكان يخفى عليهم من مثل أن الموافقة على التعديل ليس احياءً لدستور 71 وأن التعديلات هي بمثابة دستور مؤقت يحكم الفترة الانتقالية وأن ( نعم ) مثل ( لا ) في كونهما سيأتيان بدستور جديد والفارق بينهما هو عدم إطالة فترة عدم الاستقرار التي تمر بها البلاد لكنه هرب من التحليل لأن كلامه مردود وسيفضح مقالته بالكامل.
ثم بدأ متفضلا علينا بصب عصارة خبرته في هذه الفترة فوق رؤوسنا من خلال دروس لم يرها إلا هو وكأن الناس كلها عميت أن ترى الحق الواضح في خلاف ما يدعيه وأنه فريد عصره ودرة زمانه كما يقول الشاعر :
إني وإن كنت الأخير زمانه *** لآت بما لم تستطعه الأوائل
الدرس الأول : للمرة الثانية خطاب الاستعلاء والتكبر والتجهيل لمعظم الناس وأنهم لابد وأن يكذبوا ما رأوه بأعينهم من فضل هؤلاء الأفاضل ليصدقوا هذا المغمور وأنه قد شق عن صدورهم فوجدهم أسواء الناس قلوبا وأنهم طلاب دنيا لا آخرة ولم ينسى أن يبرر اشتراك أمثاله في الحياة السياسية لأنه لم يعلن أنه طالب آخرة !!! أقول له إن ديننا لم يأت ليوضع في كتب على مكتبات وأرفف وإنما هو منهج حياة نريد دينا يسوس الدنيا نريد تطبيق ما أمر الله به حياتنا الدنيا وفي آخرتنا وكما قال الله تعالى : ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.
أما تطبيق التجرية الأوروبية بما لها وما عليها من فصل الدين عن الدولة فهذا لا يتناسب وديننا فالثورة الفرنسية قد كان شعارها يقول : ( اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قس ) أما المسلمون فلم يتخلفوا الا لما فصلوا الدين عن الدولة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا تبايعتم بالعينة ـ نوع من الربا ـ وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم ) ولا تنسى أن الثورة كانت ثورة كرامة وليست ثورة الجياع فالكرامة لن تعود للمسلمين إلا بمراجعة دينهم وكما قال عمر بن الخطاب إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله فلا تظن الخير في الليبرالية والديمقراطية بمفهومها الغربي واذا وجهنا لك سؤالا هل تاخذ الديمقراطية على عواهنها ستقول لا بما يتناسب مع قيمنا وأخلاقنا فنقول لك ولما الاسماء المستوردة فطبق ما في الاسلام من حرية وعدل وكرامة وغيرها يغنيك عن غيره .
ثم عقب متعطفا علينا بالدرس الثاني :
والذي يستخف فيه بعقل المصري أيضا بالصاق التهم المعلبة بل وصلت لأن تطول كتاب الله عز وجل فقال نصا: ( ولم ولن يغيروا أسلوب استخدام «السيفين والمصحف».رمزي الإرهاب الفكري في مواجهة كل من هو مختلف معهم، فأنت أمام أمرين اما أن تكون معهم أو أن تكون مع الضلال ومخالفة الواجب الشرعي!!
إن أحسنا به الظن وأنه لا يقصد أن المصحف إرهاب وحتى لا يقول إني احرض عليه الراي العام وانما يقصد من يستغل أية في غير محلها بحجة أن هذا كلام الله ولا يستطيع أحد أن يخالفه أقول له أن الله أقام الحجة إلى قيام الساعة على عباده وأي آية استخدمها مبطل في غير محلها يكون الرد عليه بالقرآن نفسه فيكون الرد على مثل هذا بالحوار وليس ارهابا فكريا بل هو الدعوة إلى الحوار ومواجهة الأفكار بالأفكار والحوار لكن كما ذكرت هي التهم المعلبة
ثم مازال يعطر أسماعنا بخلاصة علمه وقراءاته بالدرس الثالث :
الذي يتهم فيه على استحياء المجلس العسكري ثم يقول عند استبعاد نظرية المؤامرة ثم يعقبلها باللعب بورقة الاسلاميين !!! وكأن الاسلاميين ليسوا ركنا ركينا من هذا المجتمع وليس لهم حق في الكلام وانما لابد ان يُحبسوا داخل مساجدهم بل لا يتكلمون أيضا داخل تلك المساجد وتترك الساحة للرويبضة .
وأخيرا ينتهي بعود على بدء من عنوان المقالة في محاولة لتعميق تلك الفكرة الفاشلة في تشتيت القارئ ومحاولة بائسة بأن يكذب ما رآه بنفسه هو والقارئ وأن ما حدث في ميدان التحرير من أخلاق الإسلام طبقها المسلم وغير المسلم إنما هي كانت مواقف متلونة وليست سجية ونوعا من الأوامر الدينية الاجتماعية التي تسود ديننا وهي حقيقة يراها القاصي والداني ووقد لسمها كل من عايش وعاشر واقترب من هؤلاء الأفاضل فلا يضر السماء نبح الكلاب ، والقافلة تسير والكلاب تعوي.
وفي نهاية المطاف أنصحك بنصيحة أن تتكلم مع هؤلاء الأفاضل لتستكشف موقفهم الحقيقي قبل أن تسارع في اتهامهم لأن من جهل شيئا عاداه
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وإن كنت ممن يحاولون الظهور بالتسلق على أكتاف العمالقة فأقول لك كما قال الشاعر :
يا ناطح الجبل العالي ليثلمه أشفق *** على الرأس لا تشفق على الجبل
وختاما ما حدث لابد أن نستفيد جميعا منه وهو أنه لا يراهن على حب الناس لدينهم وعلماءهم أحد وأن هؤلاء الناس لو خليتم بينهم وبين ما يريدون لاختاروا الإسلام طواعية وأن الحجم الحقيقي لكل القوى السياسية التى تحاول إقصاء الإسلام من الساحة قد تبين للقاصي والداني وأننا لو أجرينا استفتاء نزيها على تطبيق شرع الله في حياة الناس بدون تشويهكم وتخويفكم واستخدام الشريعة كفزاعة لما رضينا بتلك النسبة التي تحققت في الاستفتاء الماضي وإنما نتوقع أن تزيد النسبة بحول الله إلى فوق التسعين بالمائة إن شاء الله تعالى
وأوجه رسالة إلى بعض المنهزمين نفسيا من الإسلام وإلى الذين يخوفون الناس من الإسلام والذين يحاولون إقناع الناس بأن الدولة الدينية مردافة للدولة العسكرية فينادون بالدولة المدنية وكأنها عكس الدينية لماذا تفرضون علينا الدولة المدنية والمنهج الليبرالي أو العلماني؟ ألستم تدعون الديمقراطية وتقولون لابد من النزاهة لتنفيذ إرادة الشعب فأغلب هؤلاء المصوتين بنعم هم من التيارات الإسلامية أو محبيهم أو ممن يخاف على مصلحة البلد ( وطبعا بعض من الذين قالوا (لا)) فماذا تفعلون اذا كانت إرادة الشعب هي الإسلام؟ تتحججون بمنع الإسلام لغير المسلم والمرأة من الترشح للرئاسة هذا أمر مخالف لميثاق الأمم المتحدة وقوانين حقوق الإنسان وقواعد الديمقراطية .
فنقول بحول الله إن في أي دولة ديمقراطية تطبق قواعد الديمقراطية تضع ما يعتقده أهل هذه الأغلبية ولا يضعون في حساباتهم الأقلية المخالفة لهم أما بلدنا الحبيبة مصر ونظرا لأنها بلد العجائب فهي الدولة الوحيدة في العالم التي يريد الأقلية فيها أن يحكموا الأغلبية وينفذوا ما يرونهم هم لا الأغلبية!!! والأعجب أن هذه الديمقراطية في نظرهم !!! وغيرها ديكتاتورية!!!
ففي انجلترا على سبيل المثال من يتولي الملك يجب أن يكون من البروتستانيين ليس المسيحيين فقط.
الدستور الإسباني: رئيس الدولة لابد ان يكون كاثوليكي
الدستور الدانماركي : يكون الملك من أتباع الكنيسة الإنجيلية اللوثرية
والمقام لا يتسع لبسط الشبهات على مسألة تطبيق الاسلام والرد عليها فدعوا صناديق الاقتراع تفصل بيننا وبينكم بدون تشويه وعند الله تجتمع الخصوم
أسال الله أن يدبر لنا فإنا لا نحسن التدبير وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل طاعته ويُهدى فيه أهل معصيته ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيع عن المنكر وأن يجعل بلدنا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.