الحروب الصليبية

الثلاثاء، 29 مارس 2011

أبو معاذ مصطفى يكتب : الإعلام المصري و كيد فرعون






بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وبعد ,


فبعد أن أرسل اللهُ نبيه موسى عليه وعلى نبينا السلام إلى فرعون , أيده
الله بالحجة والبيان وأعطاه من المعجزات ما أعطاه , وأما عن فرعون فلما رأى
وسمع ما يقوله ويفعله رسول الله موسى لم يسكت قال الله عنه "وَلَقَدْ
أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) قَالَ أَجِئْتَنَا
لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) " سورة طه.



فعندما تسمع كلمة فرعون لموسى , يقول له " أجئتنا لتخرجنا من أرضنا ؟؟؟؟؟؟"
ولو راجعنا القرآن كله بل والسنة كلها بل والإسرائيليات كلها فلن نجد أن
موسى قال لفرعون أخرج من أرضك !!!


هل تشعر أيها القارئ بما أشعر به ؟


أتواصوا به ؟! بل هم قوم طاغون


وللعلم حتى لا يَكْذبوا علينا فأنا أوضح الآن أني لا أُكفر أحداً ولا أقول
أن فلان مثل فرعون فى الكفر - وإن كان القوم يحبون الفراعنة - ولكن نحن لا
نكفر مسلماً بعينه لأن التكفير لا يقوم به إلا أهل العلم بعد وجود شروط
وانتفاء موانع .






ولنكمل القصة






من الملاحظ أن إدعاء فرعون بأن موسى يريد أن يُخرج الفراعنة من مصر كان له
دور محوري فى بقية القصة , لأنه استجلب بهذه الكذبة قلوب بقية الفراعنة
فأصبحوا على موسى ناقمين وله كارهين , فلما استحوذ فرعون على قلوب الفراعنة
وأخافهم من موسى وأتباعه تكلم بعدها بقوة , فقال " فَلَنَأْتِيَنَّكَ
بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا
نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58)" سورة طه , فكذب مرة
أخرى وأدعى أن موسى جاء بالسحر ولم يات بالحق , ثم كعادة الكذابين يريد أن
يُوهِم الناس أنه صادق فحذر موسى من أن يُخلِف الموعد وقال لن أخلف الموعد
فلا تخلفه أنت , وكأنه يقول له كما قال أحدهم فى هذا الزمان لشيخ من الشيوخ
" أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب " يريد أن يوحي للمستمعين أن الشيخ
يُكذِب ! ولكن الله المستعان .






ثم قال فرعون " فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60)
"سورة طه , وما استطاع أن يجمع كيده إلا بعد كذب على موسى , فلو قال فرعون
للمصريين إن موسى جاء يأمركم بالتوحيد ويريد أن نرسل معه بني اسرائيل وأن
نبتعد عن استضعافهم وان نترك ظلم الناس ! , فسيكون رد المصريين وقتها
مختلفاً ولكن كذبَ عليهم فقال سيخرج عليكم لضرب كل بنت وفتاة لا ترتدي
الحجاب , عفواً خرج عليهم وقال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ؟ هل هذا هو
الدين يا موسى ؟ هل هذا هو العدل ؟ هل هذه هى السنة ؟


ولكن لا عجب فالذى قال للناس أنه هو ربهم الأعلى ليس عجيباً أن يقول ويفعل مثل هذه الأفعال .






ولكن العجيب أن يفعله مسلم , فيخرج إعلامي أو إعلامية ليقول لشيخٍ أتريد أن
تخرجنا من أرضنا ؟ والشيخ لم يقل ذلك ولكن قال الذي لا يقول انه لا يستطيع
العيش فى مصر فعنده تأشيرات لدول أخرى .


وإن كان كلام الشيخ ليس منضبطاً انضباطاً كاملاً ولكن الكل يعلم منهج الشيخ
وأنه يعيش بين المسلمين والنصارى فى مصر منذ عشرات السنين ولم يُسيئ لأحد
ولم يهاجم أحداً , ولكن الله الموعد






والأعجب من هذا وذاك أنه لا يوجد فرعون ! والمفاجئة أن كيده هو فقط الذى نراه !!!


فكيف أجتمع ومن جمعه ؟! لا أدري أو لعلي أدري ولكن لا أريد أن اتكلم , فالله المستعان






وحتى لا تكون الكلمة كلها تعجبات ! فأختم كلمتي بنصيحة لكل إعلامي مسلم ونصراني






وأما نصيحتي للمسلمين من الإعلاميين فأقول : اتقوا الله رب العالمين فى
أعراض الناس فقد ابن عساكر " لحوم العلماء مسمومة من شمها مرض ومن أكلها
مات " , فلا تغتروا هداكم الله بالمال ولا تخافوا من الإسلام , فرسول الله
صلى الله عليه وسلم أرسله الله إلى عالم يموج بالكفر موجاً وأصلح به العالم
فى ثلاث وعشرين عاماً حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى الأرض مثل
أبو بكر وعمر وعثمان وعلى واستقامت الحياة على منهاج النبوة حتى انتشر
الإسلام فى العالم وارتفعت أصوات علماء المسلمين فى الدنيا كلها ثم جاءت
النكسة بعد أن ضيع المسلمون دينهم وابتعدوا عنه , وأما وقت أن كانت الأمة
فى قوتها بدينها كان أحدهم يقول " والله نحن فى متعة لو علمها الملوك
وأبناء الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف " وقال الآخر " من لم يدخل جنة
الدنيا لن يدخل جنة الآخرة " فلا تخافوا بارك الله فيكم فالله حكم عدل لا
يظلم وهو أعلم بما يُصلحكم من أنفسكم .






وأما نصيحتى لكل إعلاميٍ نصراني فأقول : إن كنتُ لا أستطيع أن اقول لك اتق
الله فلعلي أستطيع أن اقول تحاكم لعقلك ولا تجعل من نفسك عربة يسوقها من
يسوقها دون أدنى تحكم منك ولا تفكير , وانظر فى كلام الناس قبل أن تتكلم
عليهم , ولا تحكم على الأشياء بحُكم مُسبق ولا تكذب وقد أمرك بذلك كتابك
المقدس كماجاء فى المزامير ( حَتَّى مَتَى تُحِبُّونَ الْبَاطِلَ
وَتَبْتَغُونَ الْكَذِبَ )


, فإنك لو جعلت نفسك آلةً يستخدمها قوم من الخارج أو الداخل وأنت لا تعرف
جيداً ما يُخطط لك ولكل مصري سواءً كان مسلماً أو نصراني , فنحن كمصريين
عند القوم نسمي بالأمميين ولا كرامة لنا ولا قيمة عندهم فانتبه !










والله اسأل أن يجعل لكلماتي هذه القبول






وان يغفر لي ويرحمني






واسأله لمن أراد بالإسلام والمسلمين خيراً أن يوفقه لكل خير ومن أراد
بالإسلام والمسلمين شراً أن يجعل كيده فى نحره وان يجعل تدميره تدبيره






وكتب أبو معاذ مصطفى بن حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.