بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد ,
فإن الأصنام المصنوعة من العجوة قد عادت من جديد كعرائس المولد تصنع على هيئة هى أجمل ما يكون ولكنها لا تلبث كثيرا حتى تؤكل ! .
إن الناظر لما يُقال ويكتب وينشر فى الوسط الإعلامي المصري يرى ويسمع عجباً , يرى أقواماً هم معروفين بمذهبهم العلماني يدعون إلى الحرية باسم الديموقراطية ! ويدعون للتحرر باسم الديموقراطية ويؤيدون حرية الشعوب مهما كانت باسم الديموقراطية حتى إذا تمكن الناس من الإدلاء بأصواتهم بِحُريةٍ قام هؤلاء العلمانييون برفض إرادة الناس , وقد ذكرتني ردود الأفعال على نتيجة استفتاء تعديلات الدستور بما قاله عمر بن الخطاب عن نفسه فى الجاهلية حيث قال " كنا نصنع فى الجاهلية صنماً من عجوة فنعبده ثم نأكله !!! " , ولو تحاكم هؤلاء العلمانييون إلى صنم الديموقراطية الذى كانوا يدعون الناس إليه لكان حكم الصنم أعدل من حكمهم , ولكن لعلهم كفروا بصنمهم ! , وكيف يتحاكمون إليه بعد أن أكلوه فهضموه واخرجوه على هيئته الحقيقية ؟!! فأصبحوا وقد تغيير لونهم الخارجي حتى أصبح متوافقاً مع لون قلوبهم ! , فأصبحوا يُسفهون الناس ويَسبونهم ويُظهِِرون أخلاقهم المتطرفة التى تنافي كلمة الإيمان بالديموقراطية التى تقول " أنت حُر إن لم تضر" !! , فأصبحوا يَضُرون الناسَ بالسب واللعن والإتهام بالباطل وهذا ليس أمراً عجيباً وستعلمون ولكن بعد حين !
إن هؤلاء القوم لو قلنا لهم لماذا تنكرون على الشعب اختياره لمصدر التلقي ؟! ,فقد ذهب الشعب بإرادته لقنوات أهل العلم من أهل الدين فقالوا لهم يا أهل العلم بماذا نصوت فقال أهل العلم لهم صوتوا بنعم , فذهبوا غيرَ مُجبَرين وصوتوا بنعم , فخرجتم يا آكلوا العجوة على الشعب تَصرخون وتقولون رأي الشعب ليس مجرداً ولكن بتوجيه من أهل الدين !! فسيرد أصغر صبي من الشعب قائلاً لكم أنا حُر فى اختيار مصدري العلمي والثقافي ! فبماذا ستجيبون ؟!!
بل والأعجب أن الكنيسة قامت بدور أقوى فى توجيه المسلمين , فقالوا نحن الذين نعبد المسيح ونسجد للصليب نقول لا للتعديلات الديستورية فماذا ستختارون يا من تعبدون الله الوالحد الأحد ؟!!
فصدق فيهم قول القائل " متأمرٌ غبي " يُنَفر الناس مما يريد بزية بثيابه السوداء وصليبة الخَشَبي , ومع كل هذا لم يتكلم أحد من هؤلاء العلمانيين على توجيه الكنيسة لشعب الكنيسة ! بل تكلموا على الشيخ فلان والشيخ فلان ! سبحان الله
فيبدو أن صنم الديموقراطية المأكول كان مصنوعاً من عجوة انتهت مدة صلاحيتها فأثرت على توازنهم العقلي !!.
ومن العجيب أيضاً أنك ترى عشرة أشخاص فى خمسة قنوات فضائية يتكلمون بكلام ضد إرادة الشعب المصري ويفرضون هذا الرأي عليهم , فيقول قائلهم نحن اتفقنا أن لا تكون مصر دولة دينية واتفقنا على عدم تدخل الدين فى السياسة وعلى هذا الإتفاق فإرادت الشعب غير مقبولة لأننا اتفقنا فى هذا الاستوديو على هذا الكلام !!!
شئ مضحك أليس كذلك ؟
ومن العجيب أنك ترى رجلاً مثل يحى الجمل ينادي بالديموقراطية ثم يمنع شعباً من تحقيق إرادته بتحكيم شرع الله !
كل هذا الذى أقوله كلاماً يقال لهم بميزانهم ودستور صنمهم المأكول وللأسف لا يؤكل إلا أمام دين الله عز وجل ! ولا أدري هل المسلم من هؤلاء القوم يحارب تحكيم دين الله بهذا القدر ثم بعد ذلك قد يكون جاهلاً ؟!! وإن كان جاهلاً فما حكم الجاهل الذي يَسب العلم ولا يريد أن يتعلم ؟!
أنا لا احكم على أحد بالكفر و لا أستطيع أن أكفر المعين , حتى لا ينقلون نكفر الناس كما يفعلون ليل نهار تشنيعاً بالكذب حتى نقل أحدهم أننا نجمع الثروات بتكفير الناس ! ولا أدري كيف اذا كفرتُ رجلاً أصبح غنياً ؟! ولا تعجب من هذه الكلمة " السلفيون جمعوا اموالاً من تكفير الناس " كلمة قالها رجل فى وزارة التربية والتعليم فى بلادك فلا تعجب !!
وأقول رداً على من لا يعلم لماذا يريد الإسلاميون - كما يسموننا - تحكيم شرع الله وإقامة دولة إسلامية ؟
نقول بحول الله وقوته وفضله :
لن اتكلم إلا بآية أو حديث حتى لا يظن أحد أني أنقل عن رئيس جماعةٍ إسلامية أو مرشدٍ عام أو رجل من طائفة الإسلاميين فى هذا الزمان :
من الأدلة فى كتاب الله على وجوب تحكيم شرع الله فى أرض الله :
قال الله فى سورة النساء " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " الآية 65.
وقال تعالى " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" سورة المائدة الآية 50.
وقال تعالى "إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)" سورة الأنعام
والآيات فى هذا كثيرة جداً وواضحة
وأما عن الأدلة من السنة فكثيرة أيضاً ومنها :
عَنَ عَائِشَةَ أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِى سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَتَشْفَعُ فِى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ». ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ». رواه البخاري ومسلم
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا معشر المهاجرين ، خمس إن ابتليتم بهن ونزل فيكم أعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعملوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوهم من غيرهم وأخذوا بعض ما كان في أيديهم ، وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا ألقى الله بأسهم بينهم » رواه ابن ماجه فى سننه والحاكم فى المستدرك
والأحاديث كثيرة جدا بفضل الله
وأما عن تخويف الناس من شرع الله ومن الإسلاميين فلا أدري كيف يقبل بهذا مسلم ؟! وكيف يخاف مؤمن بالله ورسوله من تحكيم شرع الله والله يقول عن المنافقين " أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) " سورة النور
الله اسأل أن يحفظ أوطاناً وجميع أوطان المسلمين , وان يوفقنا إلى ما فيه الخير والحق إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
وكتب
أبو معاذ مصطفى بن حسين
عفى الله عنه وعن والديه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.