يقول الله عز وجل في كتابه الكريم
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5
عندما شبه الله سبحانه و تعالى اليهود بأنهم مثل الحمار يحمل الكتب دون لا يدري ما بها من شريعة و تعاليم أراد الله عز وجل أن يضرب لنا مثلاً واضحاً أن في هذا الكون
الكثير من الناس لا يعلمون شيئا عن كتبهم وعن شرائعهم بل يسيرون و يرددون الكلام دون وعي ودون فهم , بل أن الحمار أفضل منهم لأنه له فائدة ويستفيد منهم الكثير في هذا الكون فالحمار له فوائد لا تعد ولا تحصى لذلك أقول له يحيا الحمار الذي نستفيد منه و يكون عوناً لنا في حياتنا , فالكثير منا يعلم أن الحمار كان أهم وسيلة انتقال في مصرنا القديمة و كان و مازال هو الناقل الوحيد للفلاح المصري يذهب معه الي الحقل و يعود معه كل يوم بدون أن يشتكي ولا تحدث يوماً أو اعترض على ما يفعله معه الفلاح .
يحيى الجمل
بالطبع شاهد الكثير منا ما حدث من جريمة على الهواء مباشرة على التلفزيون المصري و تحديداً في لقاء برنامج مصر النهاردة ( البرنامج الحكومي ) الذي استضاف نائب رئيس الوزراء ( تسيير الأعمال ) يحيى الجمل و الذي كان يحاوره الصحفي / خيري رمضان .
الحديث عن الواقعة يحتاج الي تأني و تمهل من جانبنا .
نبدأ مع المضيف نفسه الأستاذ الصحفي / خيري رمضان و الذي مازال يعمل في التلفزيون المصري و أنا لا أعلم لماذا يستمر مثل هذا الرجل الذي كان من أحد ملمعي نجل الرئيس السابق . و سوف أذكركم بما فعله خيري رمضان من حملة على القنوات الإسلامية و التي كانت على أثارها غلق القنوات الإسلامية . فإن خيري رمضان قد اتفق مع الوزير السابق / أنس الفقي على عمل خطة لكي تكون تمهيدية لكي تغلق القنوات الإسلامية قبل الإنتخابات لكي تكون هذه القنوات مثل ( قرصة ودن ) لباقي القنوات لكي لا تتحدث عن الإنتخابات .!! و بالطبع يوجد أسباب أخرى و منها وجود قيادات إخوانية في بعض القنوات الإسلامية .
خيري رمضان بادر و جعل من نفسه أداة لكي يتحكم في النظام و بادر و قدم نفسه لعمل مجموعة حلقات ساعده فيها الكثير من علماء السلطة , و عمل على تقطيع بعض المقاطع لمشايخنا لكي يظهروا بمظهر دعاة الفتنة و الجهل .!!
و اكتملت الخطة التي وضعها أنس الفقي و تم إغلاق القنوات الإسلامية بل و التحقير من شأن العلماء و المشايخ .
و أنا هنا أتذكر أني قرأت في أحد كتب خيري رمضان كان قد وضع اهداء في أول صفحات الكتاب الي الشيطان .!! كان يهدي كتابه الي الشيطان .!!
بعد أن عرضنا وجهة نظرنا تجاه الإتجاه الذي يتبناه خيري رمضان يجب أن نتحدث الآن عن ما دار في الحلقة .
المقطع المنتشر على الشبكة الأن هو مقطع قصير لا يتعدى حوالي الخمس دقائق ولكنه يوجد فيه الكثير من الأخطاء بل ووصل الأمر من يحيي الجمل أن يتحدث بأسلوب غير مهذب مع الله عز وجل .
من هو يحيي الجمل ؟
قبل أن نخوض فيما قاله يحيي الجمل يجب أن يعرف الجميع منا الخلفية الثقافية لهذا الرجل .
والدكتور يحيي الجمل وهو من مواليد محافظة المنوفية عام 1930م وتخرج في كلية الحقوق ثم عين بالنيابة ثم ما لبث أن التحق بالجامعة مرة أخري ولكن هذه المرة كمدرس للقانون
تدرج دكتور يحيي الجمل في التدريس حتي أصبح أستاذ القانون العام في جامعة القاهرة دعا دكتور يحيي الجمل مؤخرا الي إنشاء لجنة أو بالأحرى الاتجاه إلى تعديل الدستور المصري وصف دكتور يحيي التعديلات الدستورية المادة 76 من الدستور بأنها جريمة دستورية يري دكتور يحيي الجمل وغيره ضرورة تغير النظام الإنتخابي . هذا ما ذكر موقع ويكيبديا عن يحيي الجمل .
نطلع من هذا الكلام أن يحيي الجمل كان في كلية الحقوق عام 1948 بمعنى أنه عاش في ظل الملكية التي كان الدين في هذا العصر ينظر له بنظرة أنه يؤخر الأمم و لا يتقدمها و دخل في عصر عبد الناصر و انتشرت الشيوعية و بالطبع تأثر بها و تأثر بأفكارها والتي ( الشيوعية ) تعتبر أن الدين هو أفيون الشعوب .
وفي عصر السادات ومع انتشار الجماعات الإسلامية ومبدأ العنف الذي كان سائد وقتها و انتهى بمقتل السادات في حادث المنصة , كل هذه الشواهد تؤكد لنا أن يحيي الجمل عاش عصورا متخبطة ما بين المدنية في عصر الملكية و الشيوعية و الجماعات الإسلامية في عصر عبد الناصر و السادات و ظل إلي عصر مبارك , من خلال ما كتب عن يحيي الجمل أنه فقيه دستوري و أنتم تعلمون أن الدستور المصري مر بمراحل كبيرة و خطيرة منذ الملكية الي عصر مبارك من تشريعات غريبة و عجيبة بل وغير موافقة للشرعية الإسلامية , فيحيي الجمل تأثر بدارسته للدساتير الغربية و العربية و يعلم أن الدستور يخالف بالطبع شرع الله .!! فمعظم الدساتير التي درسها دساتير وضعية من صنع البشر و هو يخاف من تطبيق دستور الله لأنه كما قال في اللقاء مع خيري رمضان ( محدش هيقدر يقول لله لا أو يقول له أنت ديكتاتور ) وهذا ما يريده يحيي الجمل فإنه أكثر من يعلم أن الدستور البشري ممكن أن تعترض عليه ولكن الدستور الإلهي لا يستطيع أحد أن يعارضه .
نقطة أخرى فاصلة في حديث عن يحيي الجمل هو انضمام يحيي الجمل الي حزب الجبهة الديمقراطية وماذا عن حزب الجبهة الديمقراطية ؟
يحمل حزب الجبهة الديمقراطية شعارا مكونا من ثلاثة كلمات ( حرية – عدالة – دولة مدنية )
الحرية بمفهوم العلمانيين تخلف تماماً عن ما نعرف نحن عنها, لذلك عندما يقولون حرية فهم يقصدون الحرية التي يريدونها دون قيود تفرض عليهم من قبل أحد وبالطبع لا يوجد قيود تفرض عليهم من قبل التشريع الإلهي .!!
عدالة : كلمة عدالة دائمة على لسان الأحزاب التي قامت مضادة للحزب الوطني الذي كان يحكم مصر لذلك تتردد الكلمة بشكل عام دون تحديد مفهوم العدالة المطلوبة هل هي عدالة البشر مع بعض أم عدالة الله .!! بالطبع يقصدون عدالة البشر مع بعض و يكونون متساويين في كل شئ و هذا هو ما يعرف باسم تذويب الدين و سوف نتحدث عنه بشكل مفصل في مقالات قادمة.
دولة مدنية : هذا هو مربط الفرس فالحوار والصراع قائم بيننا و بين العلمانيين حول تحديد مفهوم الدولة المدنية و الأسس التي يريدها العلمانيون في تكوين الدولة المدنية و التي بالطبع تخالف التشريع الإلهي , لذلك حاولوا اختراع مسمى وهمي لكي يحاربوا تلك الفكرة , فقاموا بإختراع كلمة الدولة الدينية و التي قاموا بمحاربة تلك الدولة الوهمية بل صوروها للناس إنها دولة الجحيم و إذا طبقت فكرة الدولة الدينية سوف نرجع إلي الوراء بل سوف نكون مثل الجاهلية الأولى , سوف أتوقف عن الحديث حول مفهوم الدولة الدينية التي أخترعها العلمانيون وسوف أعود لها في مقالات منفصله بأمر الله تعالى .
نأتي الي أهداف هذا الحزب ( من صفحة الحزب على الفيسبوك )
1- وضع دستور جديد لمصر، علي أسس ومباديء ديمقراطية ليبرالية.
2- إلغاء قانون الطواريء، وإعادة النظر في الشروط التي توجب فرض حالة الطواريء بما يقيدها من حيث الأسباب والمدة التي تفرض فيها.
3- إلغاء كافة القوانين الاستثنائية المقيدة للحريات.
4- إلغاء كافة أنواع المحاكم الاستثنائية.
5- إطلاق حرية تكوين الأحزاب، فيما عدا الأحزاب التي تتناقض صراحة (بحكم مبادئها أو تنظيمها) مع النظام الديمقراطي.
6- إلغاء كافة القيود علي حرية تكوين، ونشاط منظمات المجتمع المدني، من جمعيات أهلية ونقابات واتحادات... إلخ. بما في ذلك تعديل القوانين المنظمة لها.
7- تحرير الصحافة القومية، والانهاء الكامل للقبضة الحكومية والأمنية عليها، وإعادة تنظيم أوضاعها بما يضمن استقلاليتها والاختيار الذاتي لقياداتها وفق المعايير المهنية، وحسن إدارتها علي أسس اقتصادية سليمة وشفافة.
8- تحرير الإعلام المرئي والمسموع من السيطرة الحكومية والأمنية ووضع القواعد التي تضمن استقلاليته وإدارته لعمله وفق المعايير المهنية، وإلغاء كافة التشريعات واللوائح التي تتناقض مع مقتضيات تحرره واستقلاليته.
9- إلغاء جهاز مباحث أمن الدولة، والتحقيق في أدائه السابق بواسطة لجنة محايدة.
10- التحول الجاد والحاسم والمدروس نحو اللامركزية في إدارة الدولة، وإطلاق العنان لكافة الأفكار والتصورات لنقل كثير من القرارات والتشريعات والإجراءات التنفيذية إلي مستوي المحلي. ويتكامل مع هذا إعادة صياغة التشريعات والقوانين واللوائح التي تنظم العملية الديمقراطية علي المستويات المحلية بدءا من المحافظات وإلي مستوى القرى والمدن والأحياء، وبما في ذلك انتخاب المحافظين والمسئولين الأدني للحكم المحلي, وضمان حسن تسييرهم لعملهم، والمراقبة الشعبية الفعالة علي أدائهم.
أنا هنا سوف أعقب على بندين أو ثلاثة بنود مما ذكر حول أهداف الحزب الذي يضم يحيي الجمل
البند الأول وضع دستور جديد لمصر، علي أسس ومباديء ديمقراطية ليبرالية
بالطبع لا يحتاج مني إلي جهد لكي أعرف الناس هدف هذا البند , تذويب كامل للدين في مصر بل العمل على تفعيل مبادئ الليبرالية .
البند الثالث إلغاء كافة القوانين الاستثنائية المقيدة للحريات
وهذه هي الحرية التي يريدها هؤلاء , بمعنى أخرى أي شخص له فكرة يعرضها دون تعرض القانون له و هذا سوف يفتح لنا باب جديد من حرية الرأي , ويجب يعرف الجميع ليس معنى حرية الرأي أني أوجه كلامي الي رئيس جمهورية و غيره بل الحرية هنا سوف تكون في توجيه كلامي الي الله عز وجل و المسلمات من الدين .!! و هذا ما يريد العلمانيون فتح باب جديد للتعبير عن الرأي فمثلاً يظهر لنا كاتب أو مؤلف أو شاعر يسب في الذات الإلهية أو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , هذه هي الحرية التي يريدها العلمانيون .
البند الخامس إطلاق حرية تكوين الأحزاب، فيما عدا الأحزاب التي تتناقض صراحة (بحكم مبادئها أو تنظيمها) مع النظام الديمقراطي.
بمعنى رفضهم التام لتكوين أي حزب اسلامي .
يظهر الآن لنا مدى تأثير يحيي الجمل بتلك البنود و بالطبع سوف يظهر هذا على كلامه . من هنا نرى إن ما فعلوا يحيي الجمل في حديثه مع خيري رمضان ليس بشئ جديد ولا شئ غريب على عقلية تكونت منذ البداية الي وقتنا هذا تحلم بدولة مدنية تعيد مصر الي الوراء وقت ما كانت مهنة الدعارة مرخصة ولها أماكن معروفة في مصر . فهل لي أن أسأل يحيي الجمل هل إذا تحولت مصر الي دولة مدنية وسط كمية الحريات التي تريد أن تطلقها لنا فهل سوف تعيد لنا مهنة الدعارة .!!!
إن ما فعله يحيي الجمل من ترهيب الناس من فكرة الدولة الدينية هو ما كان يفعله النظام السابق .
يبقى لنا أن نرد على ما قاله في حواره في برنامج مصر النهاردة .
بخصوص الاستفتاء الذي تحدث عن الله عز و جل بأسلوب لا يرتقي الي مخاطبة المولى , وإن الله عز وجل إذا قام بعمل استفتاء لن يحصل على نسبة 100 %.
أقول لك يا أستاذ يحيي قولا واحدا : {وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً }النساء131
قولك بأن البنوك ليس ربا , فأنا الآن لست في موضع لكي أرد عليك في كلامك هذا فعقلية مثل حضرتك قامت على أسس علمانية ربوية لا أعتقد أنها سوف تستوعب كلام الله عز وجل .
كلامك عن الوهابية يدل على ترديدك كلاما بلا وعي و بدون فهم وبدون حكمة بل هو ترديد لكلام العلمانيين حول المنهج السلفي و من أجل التلبيس على الناس بأن الدين الذي يدعو له الآن مشايخنا ليس من الإسلام في شيء بل هو فكر و منهج بن عبد الوهاب , أقول لك يا أستاذ يحيى يجب عليك أن تقرأ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب جيداً و يجب أن تعرف أنك لا تعلم شيئا عن دعوة الشيخ و يجب عليك أن تعرف جيداً أن دعوة الشيخ ما هي الا إحياء لدعوة الشيخ بن تيمية و الإمام بن حنبل وصولاً الي التابعين و صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم الي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
بعد ما ذكرنا في هذه المقالة من وقائع و أحداث يجب أن نقول بشكل واضح :
( يسقط الجمل و يحيى الحمار )
محمد حمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.