جاءتني رسالة بالبريد الإلكتروني تحمل عنوان: اضحك مع جمعية الحمير، وفيها مقطع لمقابلة مع كردي ومصري يذكران أنهما من جمعية الحمير، وسط ضحك ودهشة المذيع والجمهور من هذا المزاج أو السلوك الذي يجعل إنساناً مكرماً يرضى بأن يحول نفسه إلى حمار مسخر، ورأيت تعليقات بعض الكتاب على المقطع بما يدل على أن أكثر من شاهدوه وعلقوا عليه لا يعلمون شيئاً عن هذه الجمعية سوى أنها تعليقات جديدة بقصد الإثارة الإعلامية، أو جذب الانتباه إليهم، أو نحو ذلك..
لكن ما خفي على مشاهدي هذا المقطع هو أن جمعية الحمير هي جمعية ماسونية ممتدة في طول العالم وعرضه، وتأسست في فرنسا قبل مئة سنة أي عام 1911م، وأما في العالم العربي فبدايتها في مصر إذ تأسست عام 1932م، أسسها الممثل زكي طليمات، وضمت من المشاهير: عباس العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم، والممثلة نادية لطفي، وسيف وانلي، وسيد بدير، وشكري راغب أول مدير في دار الأوبرا المصرية، وكان رئيس شرف الجمعية د.محمود محفوظ وزير صحة سابق، وفي 18أغسطس عام 1987م عملت صحيفة الشعب المصرية تحقيقاً عن جمعية الحمير ذكرت أن أعضاءها جاوزوا ثلاثين ألف عضو.
ورئيس الجمعية آنذاك هو المرسي خفاجي الذي وصل إلى اللقب الماسوني الحميري (حامل الحدوة) ولم ينل هذه الدرجة الماسونية في مصر معه إلا المؤسس زكي طليمات وشكري راغب، ثم نالته بعد ذلك نادية لطفي، وكان خفاجي يقول: يكفي الحمار فخراً أن يكون شعاراً للحزب الوطني الديمقراطي الأمريكي، وكل الشخصيات المنظمة لجمعية الحمير كانوا من المنتسبين للجمعية الماسونية المصرية التي ألغيت رسمياً عام 1963م، والدرجات التي يترقى فيها عضو جمعية الحمير هي ذات الدرجات الماسونية مع تغيير اسم الدرجة.
ففي بداية انضمامه للجمعية يكون بدرجة (حرحور) ثم يترقى إلى درجة (جحش) أو (حامل اللجام) ثم إلى درجة (حمار) أو (حامل البردعة) ولم يصل إلى هذه الدرجة إلا مائتان من الثلاثين ألفاً، ثم أعلى الدرجات (حامل الحدوة) ولم يحصل عليه إلا ثلاثة فقط حسب تحقيق صحيفة الشعب، وتكون الترقية من درجة إلى درجة بحسب التفاني في خدمة أهداف الجمعية، والدعاية لها، وإقناع أعضاء جدد بالانضمام إليها.
وذكر المرسي خفاجي أنه زار زكي طليمات في الخمسينات فاكتشف أنه حمار فكتب طلب الانضمام: بعد النهيق..أرجو النظر في طلب عضويتي.
ويتراسل أعضاء الجمعية مستخدمين النهيق، فكتب عضو الجمعية بأمريكا رشدي إسكندر لرئيس الجمعية بالقاهرة: مع خالص نهيقي أيها الحمار العزيز..كل عام وأنتم بخير.
وكان للجمعية جهود حثيثة في التطبيع مع إسرائيل منذ نشأت، لكن خبت جذوتها بعد فضيحتها من بعض الوطنيين في الصحف المصرية لتعاود نشاطها من جديد بعد عقود من السكون؛ إذ أعيدت لها الحياة في مصر عام 2004م، وتأسست في العراق عام2010م برئاسة عمر كلول، والمقطع المنتشر في اليوتيوب هو مقابلة معه، وروجت له قنوات: العربية، وأل بي سي، والفيحاء، وصحيفة إيلاف الإلكترونية، ولن تخطيء عين المتبصر حفاوة هذه الوسائل الإعلامية بهذه الجمعية، والدعاية لها في الأوساط الشبابية، ولا سيما أن توجه هذه الوسائل الإعلامية بات مكشوفاً لدى أكثر الناس.
وتعنى جمعية الحمير بالمشاريع الخيرية لكسب التأييد وتمرير المبادئ الماسونية من خلالها، ولها قدرات مالية عالية، ونفوذ قوي يخرجها عن كونها تقليعات أفراد إلى كونها مؤسسات مدعومة بقوة ولأغراض وأهداف محددة، وإذا كان فريق من الناس رفضوا تكريم الله تعالى لهم بآدميتهم، وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا حميراً يركبها اليهود لتحقيق أهدافهم في أوساط المسلمين فيجب أن يتبصر المسلمون، ويعلموا حقيقة هذه الجمعية، وغرض الدعاية لها في أوساط شبابهم وفتياتهم عبر قنوات ومواقع مشبوهة؛ حتى لا يخدعوا بها..
حمى الله تعالى المسلمين من كل شر ومكروه، إنه سميع مجيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.