الحروب الصليبية

الاثنين، 22 أغسطس 2011

جميلات الشاشة.......هناء رشاد


مسكينة هي المرأة في هذا العالم الجديد الذي غزتْه التكنولوجيا والفضائيَّات والانطلاقات والحرِّيَّات.


مطلوب منها أن تقوم بألْفِ دور حتَّى لو لم تُجِدْ إحْداها، وأن ترتدي ألْفَ ثوبٍ حتَّى لو لَم يُناسبْها أيٌّ منهم.


مطلوبٌ منْها أن تكون الزَّوجة والأمَّ والمعلمة - وأحيانًا السَّائقة والحبيبة والعاشقة - تسرف في العطاء بقلبٍ عاشقٍ، خلقه الله مليئًا بالحب والمشاعر الجميلة، وحين تتعب تأخذ من رصيد مشاعرها اللامنتهي لتقتات به نفسها وتقتات بِه قلوب المحيطين بها.

فيْض من الحنان لا ينتهي، ولا تريدين له أن ينتهي..

وكم كنَّا سعداء بِهذا الدَّور إلى أن غزَتْ حياتَنا الفضائيَّات دون إرادة منَّا، جعلت تستعْرِض الجميلات اللائي خرجْنَ للتَّوِّ من صالونات التجميل، والمقارنة غير العادلة بينهُنَّ وبيْنَنا؛ فالزَّوجة التي تؤدِّي كلَّ أدوارِها، إلى جانب عملِها خارجَ المنزل إن كانت امرأة عاملة، وكل مهام بيتها وأبنائِها، ومحاولة إرْضاء الزَّوج الدَّائمة - كيف تُلاحق كلَّ هذا وإن لهِجَتْ وراء كلِّ جديدٍ فلن تلحقهن؟ كيف تقارَن بِهؤلاء الفاتنات اللاَّئي لا يشغلُهنَّ سوى الاهتِمام الفائق بِجمالهنَّ والزِّيارات الدَّائمة لمراكز التَّجميل.. يقصرن ويُطولن ويجدِّدن، ليس في الثَّوب فقط، بل في وجوهِهِنَّ وأجسادهنَّ، بعد انتِشار عمليَّات التَّجميل التي أحالتِ العاديَّة منهنَّ إلى ملكة جمال؟!

لقدْ أسْلمونا للقلَق والتوتُّر، وحالة دائمة من الاستِعْداد والاستنْفار، كي نبْدو أجْمل في عيون أزْواجِنا التي لا تأْتمر لأمر الله بغضِّ البصر، الذي هو الحل الوحيد لكي تكتب لنا السلامة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.