الحروب الصليبية

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

كتاب :عبدالله القصيمي .. وجهة نظر أخرى سليمان بن صالح الخراشي

لتحميل الكتاب ( اضغط هنا )
هل تاب القصيمي ؟!
ردد البعض أن القصيمي قد تاب آخر حياته ، وعكف على تلاوة القرآن ! ، ورغم أن هذا الفعل لو صدق لا يُعد توبة حقيقية ، ما لم يتبرأ صاحبه من كتاباته الكفرية ، فإن المرافق للقصيمي إلى آخر لحظة في حياته : صديقه ( إبراهيم عبدالرحمن ) قد نفى هذا ، مفتخرًا أنه مات على فكره الذي عُرف عنه ، وقد نقل هذا الاعتراف الكاتب " المعجب بالقصيمي ! " : عبدالله القفاري - هداه الله - في مقالاته المعنونة بـ " خمسون عامًا مع القصيمي " ، في جريدة الرياض ، الاثنين 12 جمادى الآخر 1429هـ -16 يونيو2008م - العدد 14602 ، قال : ( سألته أخيراً: هناك من روج لفكرة تحول القصيمي في آخر أيام حياته وهو على فراش الموت، وأنت القريب منه حتى تلك الساعات الأخيرة في مستشفى فلسطين حيث ودع الحياة ؟! قال لي : هذه كذبة جميلة، روج لها البعض ليمرر اسم القصيمي على صفحات الصحف ، في وقت كانت الكتابة عن القصيمي مشكلة بحد ذاتها ، لقد حسم عبدالله القصيمي منذ وقت مبكر خياراته، لقد كانت كذبة جميلة تستهوي من يبحث عن فكرة التائب العائد ، لكنها ليست هي الحقيقة على الإطلاق ) .


قلت :لهذا يصدق فيه ما قاله الشيخ أبوعبدالرحمن الظاهري : ( منذ كتاب الأغلال إلى أن هلك ، لا أعلم له كلمة منشورة تُعلن توبته ، ولا أعلم له كتابًا فيه خير ، بل كل كتبه المطبوعة كفر وتجديف ) .. - إلى أن قال - : ( يجب على المسلم المفكر ، الذي يملك مقومات الإيمان العلمي ، أن يدحض كتب القصيمي المنتنة ، التي يُطبع أكثرها في بلاد غير إسلامية ولا عربية .. ) . ( ص 824 من كتابي السابق ) .


إضافات لم أذكرها في كتابي السابق :

1- قال الشيخ أحمد النجمي - رحمه الله - في كتابه " أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة " ( 177 - 178 ) بعد أن ذكر ترجمة القصيمي وانحرافه :
( والذي أعقب به على ترجمة هذا المارق ؛ أنه يجب على أهل العلم أن يأخذوا منها عبرة وعظة، وتتلخص مواطن العبرة منها في أمور:

أولها: الإخلاص لله في كل عمل، وذلك أن عواقب النفاق والمقاصد السيئة قبيحة ووخيمة، إذ لو كان القصيمي مخلصاً عند تأليف كتابه لحماه الله عن الردة.

ثانياً: أن الواجب على العبد ألا يُعجب بنفسه أو يفخر بعمله، فالفضل لله على العبد فيما أنجزه من أعمال، وكل نعمة على العبد تستوجب شكراً، وشكرها نعمة تستوجب شكراً آخر.

ثالثاً: أن هذه القصة تعطينا درساً أن من أعرض عن القرآن بعد أن علمه واتجه إلى دعاة الضلال ليأخذ ثقافته ووعيه منهم، عاقبة الله بالخذلان ، واستولى عليه الشيطان. ولنأخذ مثلاً على ذلك الذين تركوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وزعموا أنها لا تكفي في العقيدة دون المنطق المأخوذ عن اليونان كيف ضلوا في العقيدة، فعطلوا صفات الله، وآل بهم ذلك العلم إلى الحيرة، حتى صار بعض فحولهم عند موته يتمنى أن يموت على دين العجائز. والآن من ترك كتاب الله وسنة رسوله وذهب يقرأ كتب الملحدين الضالين حتى ولو كان بقصد النقد، يخاف عليه إذا أكثر من ذلك أن لا يخرج منها سليماً... وهذا حال هذا الرجل فيما نعتقد.

رابعاً: أن العبد بحاجة إلى أن يكثر الابتهال إلى الله في أن يثبته على الصراط المستقيم، ولذلك شرع الله قراءة الفاتحة في كل ركعة، لأن فيها الدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم. وقد كان النبي صلوات الله وسلامه عليه كثيراً ما يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".

خامساً: أخذ الحذر من كل ما يؤدي بالإنسان إلى الهلكة وإحباط العمل من الرياء والعجب، ومخالطة الأشرار، وقراءة كتب الضلال والانحراف، ومطالعة القصص الخليعة، والنظر إلى الصور الفاتنة بواسطة وسائل الإعلام المرئية، من سينما وفديو وتلفاز وغير ذلك، ومثل ذلك سماع التمثيليات والقصص الماجنة وأكل الحرام والوقوع في الكبائر، من سكر وزنا وغير ذلك... كل هذه الأشياء يُخشى على من وقع فيها أن يتغير قلبه ويضعف إيمانه أو يضمحل حتى يذهب بالكلية، فيشك بعد اليقين ، ويكفر بعد الإيمان ، والشأن كل الشأن في اللجوء إلى الله أن يحفظ عليك دينك ويصرف عنك كل ما ينقصه، فإن بدرت منك بادرة بحكم بشريتك فالجأ إلى الله أن يغفر ذنبك ؛ لعلك أن تقطع سفر الدنيا سالماً ؛ فإن حصل لك ذلك فتلك هي الغنيمة، وإنما الأعمال بالخواتيم، ذلك أن لنا عدواً متربصاً نغفل ولا يغفل ونسهو ولا يسهو ، ونتعب، ولا يتعب، فإن استعنا عليه بالله غلبناه، وإن غفلنا عن ذكر الله غلبنا. اللهم أعنا على أنفسنا وعلى الشيطان، واغفر لنا ما بدر منا إنك أنت الغفور الرحيم ) .

2- قال الشيخ محمد سلطان المعصومى - رحمه الله - في رسالته " الرد الوفي على تعليقات حامد الفقي " ، ( ص44 ) :
( وقد أحزنني حزنًا شديدًا ، وآلمني ألمًا قلبيًا أن رجلا من أفاضل الناس ؛ ألا وهو عبد الله القصيمي ، بعد أن كان يخدم الإسلام ويذب عنه خرافة الخرافيين ، ودجل الدجالين ، وشرك القبوريين وعباد الأرواح المخلوقة ؛ أزاغ الله قلبه ، وأضله عن الصراط المستقيم ، فألف مؤلفًا سماه " هذي هي الأغلال" ، فطبع ونشر ، و قد زاغ فيه عن الحق ، ونكب عن الطريق ؛ فألحد في اثنين و عشرين موضعًا ، وارتكب الكفر و الزندقة . و العبد الضعيف قد كتبت عليه ردًا ، وأشرت إليه في ص 113 من كتابي المطبوع المنشور في هذه السنة ، المسمى " تمييز المحظوظين عن المحرومين " ) .

قلت : رده على القصيمي مفقود ، كما بين هذا صاحب رسالة : " الشيخ محمد سلطان المعصومى وجهودة فى نشر العقيدة " .

3- قال الدكتور أحمد بن علي علوش في رسالته " الشيخ حافظ الحكمي" ( ص 242-245 ) ، معددًا قصائد الشيخ حافظ - رحمه الله - : ( قصيدة دالية قالها الشيخ رداً على المنحرف عبدالله بن علي القصيمي ، ولها ثلاث نسخ ، إحداها بخط الناظم ، والثانية بخط تلميذه هادي بن علي مطيع ، والثالثة بخط تلميذه علي بن قاسم الفيفي بدون تاريخ، ولأهمية القصيدة كونها تبحث في العقيدة ، ونحن بصدد جهود الشيخ حافظ في ذلك ، أود إثباتها كاملة وهي:
الحمد لله لا بالخط معدودا *** حصراً ولا بمدى الأزمان محدودا
لمالك الملك موليه وملهمه *** ما زال ربي على التحميد محمودا
سبحانه مِن إله لا سمى له *** الكل عبد وكان الله معبودا
لقد حمى الذكر حفظا وهو أنزله *** وهكذا لم يزل بالحفظ موعودا
حماه بالشُهب ترمي كل مسترق *** ما رامه قط إلا عاد مطرودا
كذاك في الأرض يرميهم بأنجمها *** هم الرجوم بهم ما زال مرصودا
أئمة العلم والتقوى أولئك في *** بيت القصيد قصدت أعلمه مقصودا
فهم مصابيح دين الله قيّضهم *** يجلو بهم ظلمات الحيرة السودا
من كل مستبصر لله منتصر *** بالله مقتدر في الله محمودا
هم الجبال ثبوتا والبحار علوما *** والشموس ضياءاً والسماء جودا
فلا يزال كتاب الله معتصما *** حبلاً متيناً لباغي الحق ممدودا
ولم تزل سنة الهادي لطالبها *** وعذب منهلها ما زال مورودا
ولا تزال رجال العلم تحرسه *** ولا يزال لواء الحق معقودا
فلم يرم ملحد كيداً لملتنا السمحاء *** إلا وألفى الثغر مسدودا
وللقصيمي رجس قد سمعتُ به *** ذكراً ولم أره لا زال مفقودا
لكن تواتر وصف المشرفين عليه *** من ثقات بأنْ قد ساء مقصودا
وقد حكوا عنه أقوالا شناعتها *** تكفيك في كون ما ألقاه مردودا
فظيعة ضُمنت كفرا وزندقة *** بل رد أن يفرد الرحمن معبودا
فقلت إن صح ما قالوه فيه فمن *** إيمانه انحل ما قد كان معقودا
وصار من ربقة الإسلام منسلخا *** وكان بالنصر للتوحيد معهودا
أبعد أن كان في أعداد ناصره *** يعود من أخبث الأعداء معدودا
أشقوة من كتاب سابق نفذت *** هذا وربك أمر ليس مردودا
وظلت أقرأ آيات العقود من الولا *** وفي خلف المرتد موعودا
من أنه سوف يأتي الله جل بأنصار *** يكون بهم ذا الدين محفودا
مستيقنا أن سيقضى الله موعده *** أن لا يزال نصير الدين موجودا
وبينما الفكر في ذا الأمر منتظرا *** إتيان شرح يجلي الغيب مشهودا
إذ اطلعت على رد عليه وفى *** عندي بتحقيق ما قد كان منشودا
من لوذع جهبذ للدين منتصرا *** يا حبذا نصر دين الله مقصودا
أبان فيه بأن الخب زاغ عن الحق *** المبين وعنه ضل مصدودا
وفارق الدين والوحيين والسلف *** الماضين بل كل شرع كان موجودا
وأنه فوق ما قد قيل فيه وما *** قالوه من بعض ذاك الشر معدودا
وأنه رام أمرًا لا يحاوله *** محاول قط إلا عاد محصودا
وأنه نابذ الإسلام مؤتفكا ***عن كل حكم أتى في الشرع محدودا
يقول هذي هي الأغلال مانعة *** لأهلها من رقي كان محمودا
ولا رقى غيرهم من مرتقى بسوى *** نبذ الشريعة أن ينقاد مصفودا
وقام يدعو لنبذ الدين مجتهدا *** بكل جهد له قد خاب مجهودا
وعنده الرب والمخلوق متحد *** بل قد يفوه بليس الرب موجودا
بل الطبيعة ما زالت مدبرة *** لكل أمر يُرى أو كان مفقودا
وأنه انتقص الرسل الكرام وأهل العلم *** منقرضا منهم ، موجودا
بل لانبي ولا وحي ولا ملك *** بل كيف دين ولا يرجون معبودا
وقام يثني على الإلحاد ممتدحا *** أئمة الكفر فرعونا ونمرودا
معظّما لملاحيد الفلاسفة الطبائعيين *** ساء الرفـــد مرفــودا
وأنكر الوعد والإيعاد بل جحد *** الأخرى وكون مقام الحشر مشهودا
محرفاً لنصوص الوحي منحرفا *** عنها وكان لديه الوحي مجحودا
بأخبث الرأي كي يرتاد مقعده ***من الجحيم إذا ما تاب موصودا
وقد أضاف إلى تحريفها وإلى *** التكذيب كذبا وهزلا ليس محدودا
وقد يراه بنصر الدين مستترا *** حباله تحتها قد خد أخدودا
من أين هذا وما أملاه ينبئنا *** بأنه شر أهل الأرض مولودا
ظن الخبيث بأن العارفين بأمر *** الله لم يفهموا للرجس مقصودا
واضرب له مثل الغاوي فأتبعه الشيطان *** واقرأه في الأعراف مسرودا
نفسي الفداء لقرم قام محتسبا *** يهد أرصاده لا زال مهدودا
ونزه الدين عن أرجاس ما كتب *** الغاوي المضل إلى أن صار مهدودا
ورد أغلاله السوآي بلبته *** قسراً فعاد بها المخذول مشدودا
رداً جليلاً جلياً ما تكلف بل *** من بحر علم خضم ليس مثمودا
على اختصار بإنصاف ومعرفة *** مطهر ليس بالأرجاس محشودا
بل بالبيان وإرشاد السبيل على *** علم وكان يرى العلم ممدودا
فالله يجزيه عنا كل صالحة *** دنيا وأخرى ثواباً ليس محدودا
وأن يثبتنا فضلاً بقدرته *** بثابت القول في الداري ممدودا
والأبعد القاصي نرجو الله توبته *** أن لا يموت على الإلحاد ملحودا
ثم الصلاة مع التسليم دائمة *** على النبي المصطفى حيا ومفقودا
والآل والصحب والأتباع قاطبة *** والحمد لله حمداً ليس محدودا

أما الخبر المفرح الذي قد لا يعرفه كثيرون عن حفيده : الأخ / شريف القصيمي - وفقه الله - ، أنه أحد الدعاة المتميزين في مجال " دعوة الجاليات " ، وله تعاون مع بعض مكاتب الدعوة في هذا ، ثبتنا الله وإياه على الحق ، وهذا مصداق لقوله تعالى : ( يخرج الحي من الميت ) ، والله الهادي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.