الحروب الصليبية

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

علمانية أردوغان‎

لو كان أردوغان مسلماً مضطراً للتسليم للعلمانية كأمر واقع وجد نفسه فيه ويعجز عن تغييره فما عذره فى نصيحته بتطبيق العلمانية فى مصر ؟؟؟؟
عذره الوحيد أنه ألف العلمانية وأحبها وتعود عليها وأصبح يراها أحسن من شرع الله وتوصل إلى مكاسب سياسية

أما مصر فكانت فى غنى عن ثورة حققت للإخوان مكاسب سياسية وحولتهم من جماعة محظورة إلى جماعة محظوظة مقابل دستور جديد يتصارع عليه العلمانيون والليبراليون والأقباط والشيوعيون والشيعة من أجل فرض وجودهم على الإسلام وتطويع الإسلام لأحكامهم
ولعل هذا هو السبب فى أننا لم نعد نسمع من الإخوان المسلمين كلمة تطبيق الشريعة التى كانوا يتشدقون بها حتى أن عبد المنعم أبو الفتوح فى لقائه مع مجدى الجلاد فى برنامج أنت وضميرك أعلن أنه سيقيم دولة مدنية ويتبرأ هو والإخوان الآن من الدولة الدينية وتطبيق الشريعة الذى كان شعارهم فيما مضى

نعم ، هذا كلام سليم وواقعي ، ولكن ، وبدون الدخول في متاهات الفلسفة الكلامية من قبلي ، فإن رايي هو أن تركيا تسير بخطى حثيثة نحو إعادة الناس إلى الإسلام الصحيح ، ولكن وضع تركيا خطير وحساس كونها ، عمليا وجغرافيا تقف على مفترق طرق ما بين اوروبا واسيا ، وهي السد الاقوى الان في وجه النظام الرأسمالي والنظام الشيوعي في آن.


واي تسرع في التحول الفجائي ، وبسرعة ، نحو التطرف سيدفع القوى الكبرى ، اميركا والصهيونية وحتى روسيا الى التسبب بمشاكل داخلية ومحاولة قلب النظام ، تماما كما فعلوا مع سلف "اردوغان" - "أربكان" والذي توفي منذ فترة قصيرة.

فعندما تسرّع في مثل تلك الامور ، اثاروا عليه العسكر فتحركت النيابة العامة واعتبرت حزبه يومها غير قانوني ، وتم حل الحزب واقتلع اربكان من الحكم.


وهذا ما حاولوا فعله مع حزب العدالة ايضا ، عندما أقاموا عليه دعوى ان الحزب تجاوز قانون العلمانية وحاولوا إستصدار امر من المحكمة بنزع الرخصة منه ومنع احد من اعضائه بمزاولة السياسة !!! ولكن ، ولله الحمد الدعوى فشلت ، ولم يستطيعوا تحقيق اهدافهم !!



ومنذ فترة إقتلع "اردوغان" واخوانه حفنة من الجنرالات العلمانية ، بتقديم استقالات جماعية من الجيش ، واستبدلوهم بجنرالات ذوات ميول إسلامية لا تمشي بالتبعية مع العلمانية !!

فصبرا صبرا !


هذا رايي بتواضع ، وانا اقول كالمثل :

الأفضل أن نصل متأخرين من ألا نصل ابدا !


وأرجو الله التوفيق لاردوغان وغول واغولو ، لإنهم ، برايي المتواضع ، يوازنوا ما بين شر القوى الكبرى المتربصة بهم ، وشر الدول العربية الاسلامية التي هي نفسها لا تريد الاسلام ، بالخفاء طبعا ، وتدعي العفة !!!



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.