أكد المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس وجود أياد خارجية تقف وراء التطورات الحالية التي تمر بها مصر، وآخرها ما وقع بالأمس من مصادمات بين المشاركين في مسيرة إلى المجلس العسكري وبعض الأهالي بالعباسية، واصفًا ما جرى بأنه "عملية عسكرية مخابراتية تتزعمها أمريكا وإسرائيل".
وأضاف في مقابلة مع فضائية "الناس"، إن "ما تشهده مصر الآن خطة عسكرية بمعنى الكلمة لإحراج الجيش، موضوعة من الخارج فعندما تتحرك الإسكندرية والقاهرة والسويس ومحاولات إغلاق قناة السويس كلها محاولات لاستدعاء التدخل الخارجي".
وناشد المجلس الأعلى أن ينهي اعتصام ميدان التحرير، لأن هناك دور لقوى مخابراتية أمريكية إسرائيلية وبريطانية فيه، وقال يجب أن يكون هناك اعتقالات وأن يكون هناك حماية للأمة التي تعيش في خطر وكذلك الثورة، بينما الغرب يلعب بخطط دنيئة.
وتابع: أرجو القوات الأعلى بأن الثورة أمانة في عنقه فليس مطلوب منه فقط أن يدافع عن الحدود بل أن يدافع عن الوطن وحرية الوطن وعقيدة الوطن وأمن الوطن.
واعتبر أن ما حدث مؤشر خطير جدًا قال إنه حذر منه منذ فترة طويلة، واصفًا ما يحدث بأنه ما هو إلا خطة أمريكية مجهزة لهدم الدولة، فكلنا كنا نكافح لهدم النظام أما هؤلاء يجهزون لهدم الدولة، وميدان التحرير الآن آخر محطة من محطات "الحروب الصليبية"، ويريد أن يفعل في مصر ما حدث من انقسامات لتخطيط الدولة، بحسب قوله.
وحذر من مصير مماثل لما حدث بالسودان الذي انقسم إلى دولتين، وليبيا التي يهددها الانقسام، وسوريا، لكنه قال إن مصر هي "درة العقد مصر وهناك منذ زمن طويل مؤامرة لتفتيتها" .
واعتذر عباس للمجلس الأعلى للقوات المسلحة عما قالت فتاة قال إنها كانت تتحدث عن أعضاء المجلس وهم في عمر آباءها بطريقة فجة وتوجه لهم ألفاظ بذيئة، لكنه قلل من حجم هؤلاء الذين يريدون هدم الدولة قليل، مشيرًا إلى أنهم لا يتعدون الخمسمائة شخص ولكنهم دربوا منذ فترة طويلة وترسم لهم خطط من الخارج من المخابرات وهي خطط على درجة عالية من الدسيسة والنميمة.
واستطرد قائلا: أظن أن هناك طلبات معينة رفضها الجيش لمصلحة الوطن، وأظن أن هذا هو سبب ما يحدث الآن من شغب وفوضى، ويمكنني أن أقول: مطلوب من الجيش ألا يسمح لمصر أن تكون كيانًا مستقلاً، وألا يسمح للإسلاميين بالوصول للسلطة ومطلوب الآن أن تظل مصر كما كانت أيام مبارك عبدة ومنفذة لكل ما تطلبه أمريكا، وألا تصبح مصر الرمز والمثل الأعلى لكل الدول العربية.
واتهم الولايات المتحدة بالقيام بدور الدول الاستعمارية في السابق من محاولة تفتيت البلاد، حيث قال إنها تلعب الدول الذي لعبته بريطانيا وفرنسا في تقسيم الدول العربية نفس الخطط القديمة، وطالب المجلس العسكري وكل الأحزاب والقوى الوطنية أن يقفوا في مواجهة هذا الابتزاز.
وأشار إلى أنه يشاع عن وجود علاقة وثيقة تربط بين الدكتور ممدوح حمزة رئيس "المجلس المصري" بالمخابرات البريطانية.
وقال إن "الثورة لابد أن تبقى نقية لمصر وأهلها وعلينا أن نحميها وأن نرفض ما يحدث الآن من تخريب"، محذرا من أن ما يحدث بميدان التحرير الآن بأوامر من واشنطن ولندن وتل أبيب، فعلينا أن نأخذ حذرنا وما نعيشه الآن ليس التحديث بل الحداثة لأنها باختصار شديد الكفر.
واستدرك "فكلنا نريد التحديث وليس الحداثة، لأن الحداثة هي قطيعة معرفية لا يوجد ماضي لا يوجد كتب مقدسة لا يوجد أحاديث، وحداثيينا هنا يخدعون الناس لا يقولون الحقيقة لا يرجعون للكتب المقدسة ولا التراث، فهم يلغون الماضي كله يستمعون لعقولهم فقط وهناك فكر آخر ما بعد الحداثة لا يوجد مبادئ ولا يوجد أخلاق لا يوجد صح وخطأ لا يوجد صدق وكذب لا يوجد حلال وحرام فكل ما يحقق لك السعادة في هذه اللحظة أفعلها بغض النظر عن أي قيم ومبادئ وأخلاق لأنهم لا يعترفون بهذه القيم".
وهاجم من يعترض على المادة الثانية من الدستور، بقوله: "مصر دولة إسلامية ولن تكون غير ذلك ، شباب ميدان التحرير الذين قاموا بالثورة وخرج منهم الأبطال والشهداء اختلط بهم الآن فئة خطيرة تريد تفتيت الدولة وتقسيمها لهم علاقات بالمخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية يسعون لتدمير مصر وتفتيتها لدويلات، وهؤلاء الفئة الذين يساعدونهم خرجوا ليتاجرون باسم الثورة وباسم الشهداء وهم لا يسعون لبناء مصر بل لتدميرها وتفتيتها وتقسيمها" .
وفي مداخلة هاتفية، أكد الزميل محمود سلطان رئيس تحرير "المصريون" في تحليله للمشهد الممتد من 8 يوليو حتى الآن، أن الجيش المصري بدأ يواجه هجوم من بعض الكائنات المجهولة وسمع اليوم من اللواء حسن الرويني يتهم حركات بعينها وباسمها بأنها تلقت تدريبات من جهات أمريكية وخص بالذكر حركة "6 أبريل"، وقال إن نحو ربع مليار دولار أمريكي صرف للإنفاق على هذه الحركات لتنفيذ مخططاتهما الدنيئة.
وأضاف: الذي لا يعلمه الناس ولا الرأي العام أن الجيش يمتلك أجهزة أمنية على درجة عالية من الحرفية والمهنية، وبتقديري أن هناك رجال أعمال متضررين يصرفون على هذه الحركات أيضًا، وأعتقد أن الجيش يعلم تماما بملفات رجال الأعمال الفاسدين الذين يحركون البلطجية ويعلم أيضاً حجم الأموال التي تم غسيلها في مصر في الفترة الأخيرة لإنشاء قنوات فضائية بدعم مالي غير مسبوق وصرف أرقام خيالية فيما يتعلق بقناة مثل قناة "سي بي سي" وأموال مهولة يتلقاها مذيعون مثل خيري رمضان على سبيل المثال.
وتابع: هناك مخطط أمريكي واضح لتحريك الناس للتحرش بالجيش فهناك كثير من القوى تخشى الديمقراطية أن تسود في الشارع المصري ومن مصلحتها أن تعطل الانتخابات وأن تستفز الجيش ليتخذ ما يشبه بالأحكام العرفية ويؤجل الانتخابات لمصالح معينة وهم في الحقيقة يتحركون بمبدأ "فيها يخفيها" ، ويحاولون جر البلد لصراع دموعي وصدام بين التيارات الإسلامية والعلمانيين، ولو تحرك الإسلاميين فسيكون المشهد ضخم جدًا والمقارنة ستكون غير عادلة.
وتحدث الدكتور محمود عباس إلى الزميل محمود سلطان راجية ألا يغلق موقع "المصريون" يوم الجمعة بقوله أنتم "الوحيدون من تقولون الحقيقة الآن وأرجوكم لا تغلقون يوم الجمعة".
وأكد عباس، أن هناك فئة مخدوعة يقودهم ناس على علاقة بمخابرات أمريكية وإسرائيلية فنحن على شفا جمر من النار، وأشار إلى أن مجموعة من شباب ميدان التحرير أخبروه بأن الكثيرين يأتوا لميدان التحرير الآن لبيع المخدرات لأنه لا يوجد سلطة فيه، كما تحدث عن دعارة وأمور مشبوهة وبلطجية وتوجد هناك خيمة لممارسة البغاء، على حد قوله.
ودعا عباس الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بأن يتخلى عن وداعته ورقته وأن يتخلى عن ضعفه وقال: والله أنا أحبك وأحب أدبك ولكني أدعوك أن تتعامل حزم وقوة ففي أي حريق أمامك أربع دقائق كي تقضي على الحريق لو مرت هذه الدقائق يحترق المكان كله.
وأشار إلى ما يحدث الآن من مجموعات ضالة باستثناء من ذكرتهم أهل الشهداء والناس المنتمين لـ25 يناير يحرقون مصر ومازال الجزء الفاسد من الشرطة ضاغطا ولن تستقر مصر ألا مع انتخابات برلمانية في موعدها الذي حدده المجلس الأعلى.
وأكد كل خبراء القانون يقولون لا تستعجلون المحاكمات لأنهم سيحصلون على براءة في خضم هذه القوانين الفاسدة، فعلينا الصبر لحين تكوين دولة على أسس قانونية وشرعية سليمة، وأضاف: بالنسبة لمبارك لو سمح لي الشرع لقلت له أحرقه وانثروا رماده فوق العالم كله ولكن هل هذا وقت مناسب والعالم كله يتكالب علينا فماذا لو حدث أن أعدم وخرج علينا ملايين الحزب "الوطني" يشيعون الفوضى.. نريد المحاكمات ولكن في ظل حكومة قوية الحكومة الآن ضعيفة جدا وأقول للدكتور عصام شرف نحن لسنا في حاجة لهذه الرومانسية ونريد حزم وقوة مع هؤلاء المخربين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.