الحروب الصليبية

الأربعاء، 6 أبريل 2011

السلفيون.. والمشانق الصحفية! محمود سلطان


شحنوا "الزمبلك" فتحركت "دمى" صحفية، كروشها وجيوبها وأرصدتها البنكية انتفخت من أموال عائلة صفوت الشريف وممدوح إسماعيل والمال الكنسي الطائفي.. وكأنها ورقة واحدة وزعت عليهم.. وجاءهم الأمر من حامل الشيكات فطفقوا يرددون بلا خجل : سمعا وطاعة سيدي!.. حملوا الجنازير والسكاكين والسلاسل والمطاوي وانتشروا في الشوارع الإعلامية وفي حاراتها وأذقتها.. وقطعوا كل الطرق بحثا عن "سلفي" لقطع رقبته وجسده.. وحمله في النهاية ليعلق على أعواد مشانقهم الصحفية.. لأنه "عدو" الثورة.. وشعارهم: اشنقوا آخر سلفي بامعاء آخر إخواني!
بعضهم وصف هؤلاء "البلطجية" بأنهم يمثلون "التيار الديمقراطي" في مصر الآن!!.. ويخشون من "التيار الديني" الذي لا يؤمن إلا بـ"العنف"!
هذه النكتة.. تفوقها في المسخرة، تنطع أحدهم ليطالب بتطبيق القانون على "السلفيين"!! في الوقت الذي كان فيه المستشار القانوني للكنيسة يهاجم بضراوة استدعاء البابا شنودة للمثول أمام النيابة العامة في قضية المواطنة المختطفة "كاميليا شحاتة"!.. لأن البابا ـ بحسب زعمه ـ أكبر من القانون وأرفع مقاما من المحاكم والقضاء!.
كلام المستشار القانوني للبابا، لم ينشر في صحيفة "بير سلم" وإنما في الأهرام الحكومي واسعة الانتشار والجريدة الأهم في مصر كلها وفي الصفحة الأولى، والكل اطلع عليها، ومع ذلك بلع صاحب فكرة تقديم السلفيين للمحاكمة، لسانه ووراؤه عشرات الأحذية!
منذ أيام أُعلن عن تأسيس حزب "قبطي" باسم "مدني".. ورغم محاولة مؤسسه الاتشاح بوشاح "المواطنة" وأنه لجميع المصريين، لم يخف أمام من حضروا بأنه تنظيم يستهدف التحرش بالتيار الإسلامي.. إذ كشف مؤسسه المسيحي بأنه كا يريد تسميته "الإخوان المصريين"! غير أنه تراجع عن ذلك درءا للمشاكل! بمعنى أنه أسس حزبه والإخوان كجماعة سياسية بمرجعية إسلامية في رأسه وفي تفكيره.. وكان مدهشا أن نرى في حفلة التأسيس أكثر نشطاء المهجر تطرفا وعدوانية.. وانضم إليه أصدقاء المؤسس أحدهم "حشاش" معروف، واعترف في فضائية خاصة بمزاجه العالي مع الحشيش الذي وصفه بأنه "أحلى نبات ربنا خلقه في الدنيا"!!.
ظاهرة تعليق المشانق للسلفيين في مصر، ليست صراعا على "مدنية الدولة" كما يزعم البعض.. لأن الذين هاجموا التيار الإسلامي بعد الاستفتاء ـ ولا يزالون ـ ويحرضون عليه المجلس العسكري، بدعوى الخوف من توظيف الدين لأغراض سياسية.. انتقلوا بالتوازي إلى الكنائس وشاركوا عوام المسيحيين والقساوسة والرهبان في أنشطة سياسية بل إن أحدهم أعلن عن تأسيس حزبه "الليبرالي، العلماني" من داخل الكاتدرائية ومن على منصة تلونت خلفيتها باللحى وبأردية القساوسة السوداء!
الصراع الحقيقي هو على "هوية مصر".. ومن نشاهدهم الآن هم محض "دمى" يحركها المحرضون الحقيقيون خلف المباني القلاعية للكنائس في الداخل.. والخائفون من التيار الإسلامي على مصالح بلادهم في العاصم الغربية بالخارج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.