الحروب الصليبية

السبت، 25 ديسمبر 2010

يجوز الاستثناء في الإيمان

قال تقي الدين أبو البقاء :

" ويجوز الاستثناء فيه، - أي في الإيمان- بأن تقول: "أنا مؤمن إن شاء الله". نص على ذلك الإمام أحمد والإمام الشافعي رحمهما الله تعالى، وحكي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه .
وقال ابن عقيل: يستحب ولا يقطع لنفسه.
ومنع ذلك الإمام أبو حنيفة  وأصحابه والأكثر؛ لأن التصديق معلوم  لا يتردد فيه عند تحققه، ومن تردد في تحققه لم يكن مؤمنا. وإن لم يكن للشك والتردد فالأولى أن يقول: "أنا مؤمن حقا"، دفعا للإيهام.
واستدل للقول الأول بوجوه:
أحدها: أن الاستثناء للتبرك بذكر الله تعالى، والتأدب بإحالة الأمور إلى مشيئة الله تعالى، والتبري من تزكية النفس والإعجاب بحالها.
الثاني: أن التصديق الإيماني المنوط به النجاة: أمر قلبي خفي، له معارضات خفية كثيرة من الهوى والشيطان والخذلان. فالمرء - وإن كان جازما بحصوله- لكنه لا يأمن أن يشوبه شيء من منافيات النجاة، ولا سيما عند  تفاصيل الأوامر والنواهي الصعبة المخالفة للهوى والمستلذات من غير علم له بذلك. فلذلك يفوض حصوله إلى مشيئة الله تعالى.
الثالث: أن الإيمان ثابت في الحال قطعا من غير شك فيه، لكن الإيمان الذي  هو علم  الفوز وآية النجاة: إيمان الموافاة5.
فاعتنى السلف به وقرنوه بالمشيئة، ولم يقصدوا الشك في الإيمان الناجز . " اهـ
[شرح الكوكب المنير 1/151]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.