الحروب الصليبية

الخميس، 29 سبتمبر 2011

لماذا تتأزّم العلاقة بين أم الزوج وزوجة الابن ؟!

  السؤال : لماذا تتأزّم العلاقة بين أم الزوج وزوجة الابن ؟!
وما هو السبيل الأمثل للتعامل مع ( والدة الزوج)-خصوصاً - وأهل الزوج عموما ؟!

صحيح أن من ( الحموات ) من تكون بلسماً ونسمة هادئة على ( زوجة الابن ) تعطف عليها وتحنّ إليها وتشتاق لرؤيتها كما لو أنها بنت من بناتها

لكن هناك صنفا من أمهات الأزواج معقّدة المزاج و صعبة التعامل والمراس, قد لا أقول أنهم قلّة لكن صارت القضية ( ظاهرة مجتمعيّة).. فلماذا تظهر بعض الأمهات بسلوك التسلّط والتدخّل المباشر في حياة أبنائهم بعد الزواج ؟

لعل ذلك يعود إلى بعض العوامل والأسباب النفسية والاجتماعية والفكرية التي لها أكبر الأثر في صياغة السلوك ، من هذه الأسباب والعوامل :

1 - الدلال الزائد الذي تربّى عليه الشاب قبل الزواج

فبعض الأمهات من شدّة تدليلها لابنها تحاول أن تتدخّل حتى في حياته بعد الزّواج ، فهي تطلب من زوجته أن تفعل وأن لا تفعل ، وهكذا تجد الزوجة أنها في نظر والدة زوجها مقامها مقام الخادمة لولدها فقط !! دون مراعاة لأحاسيس هذه الزوجية وأحقيّتها بمقتضى الشراكة في الحياة بينها وبين زوجها !!

2- ضعف شخصيّة الزوج.

فالزوج لا يستطيع أن يقرر ولا أن يتحمّل المسئولية ، كلما عنّ له أمر أو حدث في حياته الزوجية رفع سماعة الهاتف على والدته يكلمها، وبعض الأزواج - أصلحهم الله - بلغ به ضعف شخصيته أن وصل إلى حدّ السذاجة حتى صار يحدّث أمه في كل ما يفعله مع زوجته حتى في بعض أسرار غرفة النوم !!

هذه الشخصيّة الضعيفة تغري الوالدة بفرض سيطرتها وشخصيتها سيما لو كانت الزوجة أقوى شخصيّة من زوجها حينها تحاول الأم أن تسدّ الثغرة في ولدها بإظهار سلطتها وشخصيتها على هذه الزوجة !!

3- الجهل وقلة الوعي.

فبعض الأمهات لا تدرك خطورة التدخّل في حياة ابنها الزّوجية فضلاً عن أن تدرك مواطن التدخلات الحكيمة في حياة ابنها مع زوجته.

4- الغيرة .

الغيرة من الأخلاق التي جبل الله تعالى عليها الرجل والمرأة ، لكن لمّا كانت المرأة أشدّ انجذاباً إلى عاطفتها صارت تسلك بالغيرة مسالك تصل بها إلى حدّ الغلو والإضرار بالآخرين بعيداً عن التعقّل والرويّة.

ومن هنا قد تكون الغيرة - غير المنضبطة - من أهم الأسباب التي تؤزّم العلاقة بين أم الزوج وزوجة الابن .فهي تغار من جمال شكلها أو من حسن زينتها و لبسها, أو تغار من حسن ترتيب وجمال أثاث بيتها وهكذا مما تغار منه النساء بعضهنّ من بعض ؛ فإن والدة الزوج ليست بمعزل عن هذه الطبيعة في النساء من شدّة الغيرة وعدم الاتزان فيها .

5- تقصير الابن في البر والإحسان بوالدته وأهله وإخوانه .

تقصير الزوج وإهماله في البر والإحسان بأمه بعد الزواج يولّد عند والدته شعوراً - من حيث يشعر هو أو لايشعر - بأن زوجته هي السبب في هذ التقصير وهذا الإهمال ، سيما إذا كانت تعهده باراً بها قبل الزواج !!

هنا تبدأ مشاعر الحقد والغيرة والبغض والكره يتولّد عند هذه الوالدة على زوجة ابنها بسبب تقصير ابنها في البرّ بها والإحسان إليها وإكرامها ، سيما إذا كانت ترى إغداق ولدها على زوجته بما تشتهي!!

6 - عدم اتزان المفاهيم ووضوحها عند الزوج .

بعض أمهات الأزواج ربما تقسو وتخطئ أو تسيء إلى زوجة الابن، وبعض الأبناء يرى أن من البرّ عدم حماية زوجته من خطأ أو قسوة والدته أو على أقل تقدير مفاتحة والدته في هذا الموضوع .

7- غياب روح التفاهم والمواساة بين الزوجين .

بعض الأزواج يعرف أن في والدته طبعاً غير محمود ، و يعرف أن والدته ربما أساءت إلى زوجته لكنه لا يُلقي لهذا الجانب بالاً ، ولا يكلّف نفسه حتى مشاركة زوجته هذا الهمّ بالتصبير والاحتساب و التذكير بعظيم أجر الصبر ، وتعويضها بما يخفف عنها هذه المصيبة.

والزوجة من إصرارها تصبح غير قابلة لئن تتفهم واقع ( حماتها ) وأن تتعايش مع هذا الواقع بالطريقة التي تضمن لها سلامتها من الإساءة و الإيذاء ، فهي لا تفكّر بالحل إلاّ من جانب واحد وهو : الطـــــــــــــــــلاق!!

[ من كتابي :حماتي أزمة في حياتي ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.