الحمد لله رب العالمين القائل في محكم آياته :
) قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ( الزمر: ٩
والصلاة والسلام على من أرسله هاديًا , وبشيرًا , ونذيرًا . القائل: « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِى فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِى الْمَاءِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ».
ورضي الله عن صحابته الأطهار الكرام أبو بكر , وعمر, وعثمان , وعلي القائل :" يَا حَمَلَةَ الْعِلْمِ اعْمَلُوا بِهِ ، فَإِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ وَوَافَقَ عِلْمُهُ عَمَلَهُ ، وَسَيَكُونُ أَقْوَامٌ يَحْمِلُونَ الْعِلْمَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يُخَالِفُ عَمَلُهُمْ عِلْمَهُمْ وَتُخَالِفُ سَرِيرَتُهُمْ عَلاَنِيَتَهُمْ يَجْلِسُونَ حِلَقاً فَيُبَاهِى بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَغْضَبُ عَلَى جَلِيسِهِ أَنْ يَجْلِسَ إِلَى غَيْرِهِ وَيَدَعَهُ ، أُولَئِكَ لاَ تَصْعَدُ أَعْمَالُهُمْ فِى مَجَالِسِهِمْ تِلْكَ إِلَى اللَّهِ."
ومن حملة العلم – بل من منارات العلم – في هذا العصر , المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله الذي طارت كتبه بين المشرق والمغرب , وتناولتها الأيدي بالبحث والتنقيب , حتى صحَّ أن يُقال : بأنه محيي السنة في هذا العصر , وأن كل من اشتغل بعلم الحديث من الشبيببة في هذا العصر ؛ صاروا عيالاً على كتبه النافعة , الماتعة .
ولأن الشيخ له هذه المكانة بين قلوب طلبة العلم , وكل المشتغلين به , ولقلة كلام الشيخ في الفقه , ولندرة كتبه المؤلفة فيه, لكل هذه الأسباب : أحببتُ أن أجمع كتابًا فيه بيان لأحكام النساء , مرتبًا على أبواب الفقه المتعارف عليها .
خدمةً للعلم ولطلبته , وإثراءً للمكتبة العربية والإسلامية , بمثل هذا الكتاب المرصع بأحكام وتعليقات الشيخ : , والتي كانت منتثرة , مبثوثة في شتات كتبه المتفرقة .
وهذه ليست بأول مرة أغوص في كتب الشيخ رحمه الله ؛ فقد سبق لنا أن أخرجنا كتاب " فرائد الشوارد لما في كتب الألباني من فوائد " , ولعل الله ييسر بخروج كتابي " الجامع في أحكام الصلاة " , و " علوم الحديث", في القريب العاجل بإذنه تعالى , وهما أيضًا مستخلصان من كتب الشيخ رحمه الله .
فجزى الله الشيخ خير الجزاء , وأسكنه فسيح جناته , هو ولي ذلك والقادر عليه .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.