بالطبع الكثير عندما قرأ هذا العنوان راح بخياله إلي الوراء يتذكر أيام الطفولة و كيف أنتشرت تلك الحكايات بين الناس خصوصاً بين الأطفال , سمعنا حكايات كثيرة فحواها إنه يوجد رجل أسمه أبو رجل مسلوخة ولم يرتبط هذا الرجل بأي قصة بعينها ولكن أرتكز أسم هذا الرجل بقصة ((أن مجموعة من الأولاد فى بدايات القرن العشرين كانوا يذاكرون دروسهم بواسطة كلوب فى الشارع، وبعد ليلة شاقة من المذاكرة اقترح أحدهم أن يتجولوا قليلا بين شوارع القرية, وأثناء ذلك شاهدوا عروسا تتوجع وتبكى, وعلى سبيل الفضول توجه الطلبة لمعرفة ما حدث لها، فذهبوا لرؤيتها ومعهم الكلوب، وما إن وصلوا لها حتى صرخ الجميع من منظر رجلها، لأنهم وجدوا أن العروس لها أرجل »معزة«، وبعد الجرى والهروب أمسك بهم عسكرى شرطة, وقال لهم: لماذا تجرون هكذا, فشرحوا له ما قد أرعبهم وقد شعروا بالأمان، وفجأة رفع الشرطى البنطلون وقال لهم زى دى؟ ونظر الأصحاب إلى رجله فوجدوها رجل معزة أيضا ومسلوخة)) و بالطبع أمنا الغلولة صاحبة الإغنية الشهيرة التي كانت تقال لنا
(أمنا الغولة.. طقطقى الفولة.. بتعملى إيه؟ )
هذه المقدمة المرعبة بالطبع لها دلاله على شئ الا هو إن من يريد أن يصنع مخلوق مخيف ليس له وجود يستطيع أن يوجده في العقول و تستمر هذه الفزاعة في فكره و فكر من يليه إلي أن يصل الأمر إلي أعتقاد و كلام صدق بل و يظهر بعض الأشخاص يؤكدوا هذا الكلام و يقسموا أنهم شاهده أبو رجل مسلوخة و أمنا الغولة .
نأتي إلي المهم الأن
الإعلام العلماني يريد الأن صنع أبو رجل مسلوخة و أمنا الغولة .!!
بالطبع بدأ الأن الكثير يعرفوا ماذا أريد من كلماتي هذه , الإعلام العلماني يريد الأن صنع أبو رجل مسلوخة جديد يعلق في أذهان الكثير من عوام الشعب المصري و يرددوا قصص وهمية ليس لها وجود لكي يصنع لدى العوام خوف و قلق من السلفيون .!!
إن الإعلام العلماني توجع كثيراً بعد ما فشلت كل محاولاته لكي يصل يؤثر على الناس و يحول دافة التصويات الي كلمة لا بدلاً من كلمة نعم التي كان يريدها الشعب المصري , ولكن وجه الشعب المصري إلي الإعلام العلماني ضربة موجعه ( في مقتل ) وصلت إلي أنها شلت تفكيره و عمل هذا الجهاز الإعلامي على إعادة هيكلته بشكل جديد لكي يستطيع يواجه هذه الضربة.
كان تركيز الإعلام على قوة الشارع المصري المتمثلة في التيارات الإسلامية المختلفة و المسيطرة على الشعب المصري المسلم بشكل كبير و أصبح الأن الإعلام يواجه تلك القوة التي كانت منقسمة من قبل و لم تظهر بقوتها الحقيقة في ظل النظام السابق بشكلها الكامل فكانت جماعة الإخوان المسلمين فقط التي تمثل تلك القوة و باقي القوة مختفية , ولكن عندما ارادة القوة أن تظهر بشكل قوي ظهرت و جعلت باقي القوة في حيرة من أمرها و حاولت تلك القوة العلمانية و التي أنضمت الي القوة الكنسية و بعض من افراد الشعب الغير محسوب على قوة بعينها و كونوا حزب جديد كله يعمل في طريقة .
أشتغل الإعلام العلماني بشكل قوي و ظهرت اللقاءات و الإعلانات على صحفات الجرائد و المجلات و كذلك الفضائيات لكي يظهر بعض الشخصيات التي كانت تتوقع إنها محبوبة من قوة الشعب , ولكن ظهر العكس تماما و ظهرت هذه الفضائيات بشكل باهت و مشين لها مما جعلها تغيير من إتجاهاتها التي كانت مرسومة في ظل العصر السابق و كانت تلك الإتجاهات ترسم بعناية فائقة و تضع لها حدود لا تتعدها وهي ( مبارك – النصارى – رجال الاعمال – الحزب الوطني – الإخوان المسلمين ) لا تستطيع أن تتحدث عن مبارك و لا عن النصارى و لا عن رجال الأعمال و لا عن الحزب الوطني و لا عن جماعة الإخوان المسلمين .
غيرت تلك الفضائيات إتجاهاتها و أستيقظت على قوة كانت مختفية بشكل من الأشكال ظهرت و أصبحت كيان له شكل واضح , فكيف تتعامل معه ؟
بدأت بوضع خطة مرسوم على ورقة ليس مكتوب في بدايتها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ولكن مكتوب في بدايتها أشهر كلمة في تاريخ المانيا كلمة الدكتور جوزيف جوبلز «اكذب حتى يصدقك الناس»
وضعوا تلك الكلمة وصاروا عليها و بدأ الإعلام العلماني يلعب اللعبة و تمت كتابة أول نقطة في هذه الورقة
1-تشويه صورة السلفيين
تنقسم الي ثلاثة محاور
1-ربط إي حادثة تحدث في صعيد مصر بوجود جماعة سلفية
2- ربط إي حادثة تحدث في وجه بحري بوجود جماعة سلفية
3- ربط إي حادثة تحدث في العاصمة بوجود جماعة سلفية
نعم , المتابع للصحف في الفترة القليلة الماضية يجد إن الصحف تحاول النيل من السلفية خصوصاً بعد الإستفتاء ونتيجته الباهره , هذه المحاولات تقوم على أساس تشويه صورة السلفيين ليس في القاهرة فقط بل في جميع أنحاء الجمهورية و هذا غرضه أن تقوم على عملية تشيت القارئ و كذلك الباحث عن الحقيقة , يظهر لك خبر إن مواطن نصراني تم قطع أذنه من قبل الجماعة السلفية في صعيد مصر و في اليوم التالي خبر حرق منزل مواطنه في المنوفية ثم من قبلها الشيخ يعقوب وغزوة الصناديق .!!
تشيت متعمد و مقصود و ممنهج .
2-تشوية صورة مشايخ السلفية
تقوم هذه الفقرة على أساس الفقرة السابق بمعنى عندما تستطيع تشويه صورة القاعدة العريضة من السلفيين لدى الجماهير تستطيع أن تشويه صورة مشايخ السلفية بكل بساطة بعد أن قد رسو في قلوب الكثير من العوام و حبهم بداخلهم , يأتي الإعلام العلماني لكي يقوم على علمية التشويه هذه بطريقة بسيطة جداً إتباع زلات العلماء و ضرب العلماء بعضهم ببعض و هذه طريقة غاية في السهولة و اليسير , يجب أن أذكر هنا إن عدد المقالات المكتوبة في موضوع غزوة الصناديق تتراوح الأن من بين 50 الي 60 مقالة في جميع الصحف القومية والمعارضة على إعتبار إن بعض الكتاب يستغل تلك المقالة في الترويج إلي أنفسهم .!!
و عدد اللقاءات و البرامج على التلفزيون المصري و كذلك الخاص تفوق الأن أكثر من عشرين برنامج تحدثوا عن هذه الواقعة .!!
3- بعد تشوية صورة العوام من السلفية و المشايخ نأتي الي تشوية صورة الإسلام بفهم السلف الصالح
و هذا الموضع خطير جدا ً , بالطبع الكثير منا شاهد أسامة القوصي هذا الضيف الدائم الأن على القنوات العلمانية بشكل يعتبر دائم و يتنقل من ستديو الي ستديو كأنه نجم سينمائي .!!
ظهر الأستاذ أسامة القوصي صباح يوم الخميس في لقاء مع جريدة الوفد يتحدث عن إمكانية تولي النصراني الحكم ثم في المساء يظهر على قناة رجل الأعمال نجيب ساويرس صاحب كلمة سب الدين على التلفزيون المصري و كأن التلفزيون المصري بيت أمه يسب فيه كما يشاء . ثم يظهر على قناة ثانية ( أسامة القوصي) ثم على قناة دريم ثم حوار مع جريدة الفجر .!!! أيه ده كله يا شيخ أسامة كنت فين من زمان يا علامة العصر و رمانة الميزان .!!
بالطبع الكثير من طلاب العلم و الباحثين يعرفون من أسامة القوصي و رأيه أيه في الرئيس السابق و كذلك مدحه العجيب ليوسف بطرس غالى .!! و فتاويه العجيبة و سباب المتلاحق للمشايخ .و لكن سياسة الإعلام العلماني تجعل من هذا القوصي رمز للسلفية لتدمير السلفية إي منهج أهل السنة و الجماعة بفهم السلف الصالح .
و تظهر مسميات جديدة بديلة عن السلفية لكي يستطيعوا تكلمت تشويه صورة الإسلام من تلك المصطلحات ( الوهابية – فقهاء النفط – شيوخ الصحراء ) و غيرها من المسميات التي أصبحت الأن ضيف دائم على صفحات الجرائد و الكتب المتواجدة لمحاربة السلفية في مصر .!!
إن صنع الرعب ليس بسهل ولكنه يحتاج إلي وقت لكي يظهر هذا الخوف و يستقر في عقول الأطفال لكي يكبروا ليصبحوا في فزاعة من مقولة السلفية .!!
أصبح الإعلام العلماني الان هدفه صنع أبو رجل مسلوخة من جديد و أمنا الغولة لكي يسيطر على عقول العوام و يتحرك بداخلها بشكل مريح له .
لا أنكر هنا إن على الإعلام الإسلامي دور كبير في فضح تلك المؤامرة التي تم نشر بذروها على ضفاف نهر النيل لكي تصل الى الشعب المصري , ولكن الإعلام الإسلامي مازال بيقف على قديمه من ضربة النظام السابق له بغلق جميع القنوات الإسلامية , إن الإعلام الإسلامي دوره لم يظهر بعد ولكن سوف يأتي و سوف يسود و ترجع القنوات الإسلامية من جديد هي القناة المفضلة لدى الجميع .
حان وقت الرحيل .!! و لكن سوف أخذ معي أبو رجل مسلوخة و أمنا الغولة لكي أذهب بهما إلي مزبلة التاريخ و أضع على قبرهم ( أبو رجل مسلوخة و أمنا الغولة غير موجودين الأن حاول العودة في وقت أخر)) مع تحيات أبو رجل مسلوخة و أمنا الغولة
محمد حمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.