مراد سليم
حدثني مدرس للتاريخ عن أحد أباطرة روما الذي كان يتجلى لشعبه البئيس مرة كل ستة أشهر من أعلى شرفة في قصره يلوح منها بيده لدقائق أمام شعبه الجائع وهو في أشد مظاهر العبودية والقهر يصرخ " نحن الذين نكاد نموت جوعاً من أجلك نحييك ونعظمك ونهتف لك ".
والمشهد نفسه تقريباً في العصر الحديث لجمهور كوريا الشمالية الذي ُحطمَ ليعبد قسراً وظلماً صَنَمُهُ المعظم لذاته كيم إيل الثاني والذي قزم شعبه لدرجة أدنى من الحيوانية بكثير !!!
لكن الأكثر غباءً وجهلاً ورعونةً ذلك العقيد المريض الذي لم يجد أسوة له في التاريخ يقتدي بها سوى تلك الأمثلة القذرة التي يسوقها بخطابه بعد كلمة ياسلام ...يلسن وقصفه للبرلمان ودبابات ميدان السماء في بكين وبربرية المرتزقة في الجيش الأمريكي في حصارها للفالوجة ونسي أو تناسي وحشية الصهاينة في حرب غزة الأخيرة ...فهو لم يستخدم القوة بعد !!!!
وعلى نفس الخطوات يهددنا بكل وقاحة وصلافة وكبر ذلك الدكتور أعمى القلب أخصائي عمى عيون البشر من الإعلام الحر فهو مستعد للمواجهة بكل ترحيب !!!
حرص الطاغية الكبير الأب على تكوين منظمات إرهابية تحت مسميات أجهزة الأمن وأنشأ مزرعته كما يحلو له تسميتها سورية الأسد وورثها لأبنه بعد أن صفى بخبث ومكر لا نظير لهما رموز طائفته بعد أن حملها وزر ثلاثون سنه من أعماله القذرة في القتل والتنكيل والتشريد !!!
آخر قرارات الطاغية الصغير المغرور الأمر باستدعاء حثالاث إجتماعية في كل مدينة سورية للصلاة في يوم الجمعة وتزويدهم بأسلحة ليتصدوا حتى بإطلاق الرصاص على كل من ينادي بالحرية في تجمهر عام وإطلاق الرصاص أيضاً على اؤلئك الجنود الذين لا يعرفونهم !!
يعرف الناس من قتل أؤلئك الشهداء من الجيش في كمين مزعوم ببانياس وهم الذين رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين أبناء وطنهم !!
يعرف الناس يوسف دندش الشاب في العشرين من عمره والذي مزق صورة الرئيس الطاغية على المفرق العام بمدخل جسر الشغور جهة حماه والذي غطاه جزئيا العلم السوري اليوم !!
إن صهيونياً بلغ الأربعين من عمره في رياض وربوع الجولان المحتل نسي أنه على أرض مغتصبة ولو سألته عن سر محبته لسورية الأسد تحديداً لأجاب ببساطة كل ما أنشده من أمن وأمان وسعادة وهناء يعود الفضل فيه لحقوق مواطنة حرة كريمة ليس من تل أبيب بل من دمشق !!!!
يوهم الطاغية نفسه أن الخبز سيغني عن الحرية والكرامة لشعب بلاد الشام . فمن قزم " شعبه "وطلب له مزيدا من الزمن "جيلين " لينضج ويتأهل للديقراطية لم يدرك أن تاريخ هذه البلاد المباركة يكذبه, ولم يدرك أن أخلاق شعوب هذه البلاد قد أعطته الفرصة كاملة لتتحقق من مصداقيته, لكنه كذب وانكشفت عورته. فكان أمام خيارين منطقياً أن لا يحكم تلك المنظمات الإرهابية أو أنه يعطي التعليمات بالقتل وبفكر باطني يشيع الشهداء ويداه ملطخة بدمائهم !!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.